في تحوّل نوعي يُبشّر بحل جذري لمشاكل النقل والتكدس وتأخير الشحن، أعلنت وزارة النقل والخدمات اللوجستية في السعودية عن خطة طموحة لزيادة طول شبكة السكك الحديدية بأكثر من 50%، وربط مطار الملك عبدالعزيز الدولي بميناء جدة الإسلامي عبر مشروع الجسر البري، بما يضع المملكة على خارطة المراكز اللوجستية الأكثر تطورًا في العالم.
النقل السعودي يطلق مشاريع نوعية تربط المطارات والموانئ بالبنية التحتية الرقمية
وخلال كلمته في الندوة العالمية للطيران والنقل البحري، شدد الوزير صالح الجاسر على أن المملكة تمضي بخطى ثابتة نحو تطوير منظومة نقل ذكية ومتكاملة، ترتكز على الإنسان والتقنية، وتُمكّن المطارات من استقبال أكثر من ضعف عدد المسافرين الحاليين.
وأشار الجاسر إلى أن الربط السككي بين المطار والميناء لن يكون مجرد مشروع بنى تحتية، بل جزء من منظومة رقمية موحدة تجمع بين الجمارك والموانئ وشركات الطيران ووكلاء الشحن، وقد ساهمت بالفعل في تقليص زمن التخليص الجمركي بأكثر من 30%.
كما أكد أن الوزارة تعمل على تعزيز تكامل وسائل النقل كافة، وربطها بالبنية التحتية الرقمية والجمركية، ضمن بيئة مرنة قادرة على مواكبة التغيرات العالمية، بما يعزز من كفاءة الخدمات ويوسّع نطاقها في مختلف مناطق المملكة.
بفضل هذه الخطط الجريئة، تُمهّد السعودية الطريق لنقلة نوعية في عالم الخدمات اللوجستية والنقل، حيث لم تعد المرونة مجرد خيار، بل أصبحت معيارًا أساسياً للبقاء في عالم متسارع. المملكة تبني اليوم نموذجًا لوجستيًا متكاملاً لا يربط بين الموانئ والمطارات فحسب، بل بين الاقتصاد المحلي والطموح العالمي.
