في قلب المشهد الاقتصادي السعودي المتغيّر، كشفت تقارير تحليل العلامات التجارية عن قائمة جديدة لأقوى وأغلى خمس علامات تجارية في المملكة لعام 2025، وسط منافسة محتدمة تعكس تحولًا في موازين القوة بين القطاعات المختلفة، من الاتصالات إلى الطاقة، ومن المصارف إلى النقل والمواد الغذائية.
التقرير الصادر عن مؤسسة Brand Finance الدولية سلط الضوء على تغيرات لافتة في مواقع الشركات الكبرى، وسط نمو سريع يشهده السوق السعودي، مدفوعًا برؤية 2030 ومشاريع التحول الرقمي والتوسع الإقليمي.
الاتصالات تحافظ على الزعامة.. والرقمية تصنع الفارق
رغم ضغوط السوق الإقليمية، احتفظت شركة STC بالمرتبة الأولى كأغلى علامة تجارية سعودية، بقيمة قاربت 13.4 مليار دولار. ويرجع ذلك إلى نجاحها في توسيع شبكات الجيل الخامس، واستثماراتها الكبيرة في الابتكار والشراكات العالمية، مما جعلها مركزًا رقميًا لا غنى عنه في المنطقة.
الطاقة تظل صامدة.. وأرامكو تثبت مرونتها
تبوأت أرامكو المركز الثاني، محافظةً على قيمة ثابتة بلغت 10.2 مليار دولار رغم تقلبات أسعار النفط. وتُعزى هذه الثباتية إلى تنوع استثمارات الشركة، ومبادراتها في مجال الطاقة المتجددة، مما حافظ على جاذبيتها كعلامة عالمية قوية.
صعود مصرفي يعيد رسم خارطة التمويل
صعد البنك الأهلي السعودي إلى المرتبة الثالثة بقيمة 3.1 مليار دولار، مستفيدًا من عملية الاندماج الناجحة مع مجموعة سامبا، وتقدّمه في الخدمات المصرفية الرقمية. التغيير يعكس صعود القطاع المالي كأحد أعمدة التنويع الاقتصادي.
النقل الجوي يدخل المنافسة.. والخطوط السعودية مفاجأة العام
في تحوّل نوعي، قفزت الخطوط الجوية السعودية إلى المرتبة الرابعة بقيمة 2.6 مليار دولار، مستفيدة من التوسع في الوجهات والخدمات، والتحول الرقمي، فضلاً عن الأداء القوي خلال المواسم. يشير هذا الصعود إلى دور متزايد لقطاع الطيران في تشكيل صورة الاقتصاد السعودي عالميًا.
المراعي تبرهن على قوة الصناعة المحلية
حلّت شركة المراعي في المرتبة الخامسة بقيمة 2.1 مليار دولار، بفضل جودة منتجاتها وتوسعها المدروس في الخليج، واستثماراتها في التقنيات الغذائية والزراعية. علامة تجارية ترتكز على الثقة والانتشار المدروس.
التغييرات في ترتيب العلامات التجارية تعكس ديناميكية السوق السعودي، الذي بات يقيّم النجاح ليس فقط بالأرباح، بل أيضًا بالابتكار، والتحول الرقمي، والتأثير الاجتماعي. ومع ازدياد تركيز المملكة على قطاعات التقنية والطاقة النظيفة، من المتوقع أن تنضم شركات ناشئة جديدة للقائمة في الأعوام القادمة.
هذا التقرير لا يكشف فقط عن ترتيب أسماء، بل عن خريطة اقتصادية جديدة تُرسم في السعودية بهدوء وبثقة. إن كانت STC وأرامكو قد حافظتا على موقعيهما، فإن الخطوط السعودية والأهلي يثبتان أن الطموح والإستراتيجية قادران على قلب الموازين. وفي الأفق، يلوح اسم "طيران الرياض" كمنافس واعد قد يغيّر قواعد اللعبة مستقبلًا.
