في تحرك مزدوج يعكس تشدد روسيا في حماية أمنها الداخلي وتعزيز قدراتها العسكرية، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عن إحباط محاولة هجوم إرهابي استهدف منشأة نفطية استراتيجية جنوب البلاد. 
في الوقت ذاته، أطلقت وزارة الدفاع الروسية واحدة من أكبر مناوراتها البحرية منذ سنوات، بمشاركة ضخمة تشمل أكثر من 150 سفينة و15 ألف جندي في مناطق بحرية استراتيجية.

روسيا تحبط هجوم إرهابي على منشأة لتكرير النفط في كراسنودار

كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عن إفشال مخطط إرهابي كان يستهدف منشأة لتكرير النفط في منطقة كوبان الواقعة بإقليم كراسنودار جنوبي روسيا. 
وذكر الجهاز في بيان رسمي، أن العملية الإرهابية كانت تُخطط من قبل مواطن يحمل جنسية جمهورية إفريقيا الوسطى، وينتمي إلى منظمة إرهابية دولية.

وأكد البيان أن الجهات الأمنية الروسية تمكنت من اعتقال المشتبه به قبل تنفيذ العملية، فيما تم فتح قضية جنائية ضده من قبل لجنة التحقيقات المختصة، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وتأتي هذه المحاولة الفاشلة في وقت حساس، حيث تشهد البلاد تصعيداً في التهديدات الأمنية، خصوصاً في ظل استمرار الصراع في أوكرانيا وتزايد النشاطات التخريبية عبر الحدود.

عاصفة يوليو: أكبر مناورات بحرية روسية في 2025

وفي تطور عسكري متزامن، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، انطلاق مناورات بحرية كبرى تحت اسم عاصفة يوليو تمتد من 23 إلى 27 يوليو، بمشاركة أكثر من 150 سفينة و120 طائرة حربية، بالإضافة إلى 15 ألف جندي و10 أنظمة صاروخية ساحلية.

وقالت الوزارة في بيانها إن هذه التدريبات تُجرى في أربعة مسارح بحرية رئيسية: المحيط الهادئ، المحيط القطبي الشمالي بحر البلطيق، وبحر قزوين، وتهدف إلى اختبار جاهزية الأسطول البحري لمواجهة سيناريوهات قتال غير تقليدية، واستخدام الأسلحة بعيدة المدى والتكنولوجيا الحديثة بما في ذلك الأنظمة المسيرة والطائرات بدون طيار.

سيناريوهات قتالية متقدمة وأسلحة جديدة قيد التجربة

وأوضحت وزارة الدفاع أن التدريبات تشمل تنفيذ عمليات مضادة للغواصات، الدفاع عن مناطق النشاط الاقتصادي، والتصدي لهجمات باستخدام الزوارق والطائرات المسيرة المعادية. 
كما سيتدرب الأسطول على نشر القوات في مناطق الصراع المحتملة، وضرب أهداف معادية برية وبحرية.

ويقود هذه المناورات قائد القوات البحرية الروسية، الأميرال ألكسندر مويسيف، الذي أكد أن التدريبات تمثل خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز قدرات الردع البحري الروسي في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة.

رغم التصنيفات العالمية.. البحرية الروسية تتعافى من خسائر أوكرانيا

تحتل روسيا، وفقاً لمعظم التصنيفات العسكرية العالمية، المرتبة الثالثة بين أقوى القوى البحرية بعد الولايات المتحدة والصين، إلا أن الحرب الجارية في أوكرانيا كبّدت الأسطول الروسي خسائر فادحة، خصوصاً في البحر الأسود، مما دفع الكرملين إلى تعزيز التدريبات العسكرية وتطوير الترسانة البحرية بشكل عاجل.

في مواجهة تهديدات داخلية وخارجية متصاعدة، تبعث روسيا برسالتين واضحتين للعالم: أجهزتها الأمنية مستعدة لإحباط أي هجوم يستهدف بنيتها التحتية الحيوية، وأساطيلها البحرية في جاهزية دائمة للتصدي لأي تهديد إقليمي أو عالمي.
وبينما تحبط موسكو هجوماً إرهابياً في الجنوب، تواصل في الوقت ذاته إثبات وجودها العسكري عبر عاصفة يوليو.