الارشيف / عرب وعالم

حزام الخصر" المقياس الأمثل للصحة

محمد الرخا - دبي - الجمعة 31 مايو 2024 12:12 صباحاً - تثير دراسة جديدة أجرتها جامعة "تور فيرغاتا" في إيطاليا ونشرتها صحيفة "التلغراف"، تساؤلات حول دقة مؤشر كتلة الجسم (BMI) كمقياس للسمنة.

ووجدت الدراسة أن مؤشر كتلة الجسم فشل في تحديد حوالي ثلث الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة، حيث كانت مستويات الدهون في الجسم مؤشراً أكثر دقة.

ويقترح المؤلفون خفض مؤشر السمنة إلى 27، إلا أن الغرض من مؤشر كتلة الجسم لم يكن أبدًا مقياسًا لصحة الفرد، بل وسيلة لحساب وزن الشخص العادي. في حين أن مؤشر كتلة الجسم يمكن أن يحدد الأفراد الذين يعانون من نقص الوزن الشديد أو زيادة الوزن الشديدة، إلا أنه لا يأخذ في الاعتبار تكوين الجسم. وهنا تصبح نسبة الدهون في الجسم مهمة.

يرتبط ارتفاع نسبة الدهون في الجسم ارتباطا وثيقا بارتفاع معدل انتشار أمراض القلب واضطرابات التمثيل الغذائي الأخرى مثل داء السكري من النوع الثاني. من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي وجود المزيد من الأنسجة العضلية إلى تحسين الصحة من خلال حرق الجلوكوز والعمل كـ ”إسفنجة جلوكوز“.

ويعتبر فحص "ديكسا" المعيار الذهبي لقياس نسبة الدهون في الجسم بدقة، إلا أنه قد يكون مكلفاً. لذا يمكن اعتماد بدائل تشمل استخدام الفرجار أو موازين تكوين الجسم، والتي توفر أيضًا قياسات أخرى مثل كتلة العضلات ومستويات الترطيب وعمر الأيض. تسمح هذه المقاييس بتتبع الأنماط مع مرور الوقت.

تعتبر الدهون الحشوية، وهي الدهون المتركزة حول البطن، ضارة بالصحة بشكل خاص، حيث يمكن أن تؤدي إلى الالتهابات وتزيد من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

وبدوره، يُعد حساب قياس الخصر إلى الطول من أفضل المؤشرات على مستويات الدهون الحشوية. بالإضافة إلى ذلك، يلعب العرق دوراً في التعرض لأمراض مثل السمنة، الأمر الذي يدفع أخصائيي الرعاية الصحية والمدربين الشخصيين لأخذ ذلك ذلك في الاعتبار.

إلى جانب قياس نسبة الدهون في الجسم، يمكن أن توفر المؤشرات المنطقية الشائعة مثل مدى ملاءمة الملابس والقدرة البدنية والمظهر في المرآة أيضاً رؤى قيمة عن الصحة العامة. كما يمكن أن توفر اختبارات الدم معلومات أكثر تفصيلاً عن نسبة الكوليسترول ومستويات الدهون الثلاثية وسكر الدم.

ولمعالجة ارتفاع نسبة الدهون في الجسم ومستويات الدهون الحشوية، يوصي الخبراء باتباع نهج بسيط: وهو خلق عجز في السعرات الحرارية من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام. إلى جانب تناول البروتين الخالي من الدهون والأطعمة الطازجة وتجنب الكربوهيدرات المصنعة. كما تساعد تمارين القلب والأوعية الدموية على تقليل الدهون الكلية في الجسم، بينما تساعد تمارين المقاومة على بناء كتلة العضلات.

في الختام، على الرغم من أن مؤشر كتلة الجسم له استخداماته، إلا أنه لا يأخذ تكوين الجسم في الاعتبار. وعليه فإن نسبة الدهون في الجسم وقياس الخصر تقدم مؤشرات أفضل للصحة، بمساعدة مزيج من الحس السليم والقياسات واختبارات الدم مما يسهل على الأفراد تقييم صحتهم العامة واتخاذ الإجراءات المناسبة.

Advertisements