الارشيف / عرب وعالم

"لوموند": ميلوني تطمح إلى "تغيير أوروبا" برؤية إيطالية

محمد الرخا - دبي - الخميس 30 مايو 2024 04:06 مساءً - رفعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني من سقف طموحاتها خلال حملتها لانتخابات البرلمان الأوروبي، والتي رفعت فيها شعار "إيطاليا تغير أوروبا"، ما اعتبره متابعون إسقاطا لمشروعها على هذا الاستحقاق الأوروبي.

وقدمت صحيفة "لوموند" الفرنسية قراءة في برنامج ميلوني لانتخابات البرلمان الأوروبي، حيث نزلت رئيسة الوزراء الإيطالية بكامل ثقلها في هذا الاستحقاق ممثلة لحزبها اليميني المتطرف "أخوة إيطاليا".

وباعتبارها رئيسة لهذا الحزب قامت ميلوني بإضفاء الطابع الشخصي على حملتها، وشجعت الناخبين على كتابة كلمة "جورجيا" ببساطة على أوراق اقتراعهم، آملة في تكرار نجاحها في الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقبلة كما حدث عام 2022، وتعزيز هيمنتها على شركائها في الائتلاف، حزبي الرابطة وفورزا إيطاليا، وصولًا إلى مكان مركزي في القرارات الأوروبية.

وقالت الصحيفة إنه منذ توليها منصبها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2022، عملت ميلوني على إقناع نظرائها الأوروبيين بشرعيتها والتزامها تجاه الاتحاد الأوروبي، ورغم أنها تتخذ قرارات متحفظة للغاية في إيطاليا، إلا أنها تسعى جاهدة في بروكسل إلى تقديم نفسها كمحاور موثوق وذي مصداقية.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في 23 مايو/أيار، أن ميلوني "مؤيدة لأوروبا بشكل واضح".

ومع ذلك، لم يُنظر إلى ميلوني دائمًا في هذا الضوء الإيجابي، ففي عام 2019، ظلت تدعو إلى "إسقاط الاتحاد الأوروبي" خلال مؤتمر أمريكي محافظ، منتقدة هذا الاتحاد ومشيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق لوموند.

وقالت الصحيفة إن تطورها نحو موقف أكثر اعتدالًا مدفوع جزئيًا بالحاجة إلى إبقاء إيطاليا في التحالف الأوروبي والاستفادة من أموال المجتمع.

خيارات إستراتيجية

وتمكنت ميلوني من طمأنة شركائها الأوروبيين من خلال خيارات إستراتيجية، مثل تعيين أنطونيو تاجاني في منصب الشؤون الخارجية، وجيانكارلو جيورجيتي في الشؤون المالية.

كما شكلت رحلتها الرسمية الأولى إلى بروكسل نقطة تحول، إذ تناولت خطاب سلفها ماريو دراجي، الذي أكد فيه التزامه بالاستقلال الإستراتيجي الأوروبي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع ذلك، فإن واجهة التعاون هذه تخفي تناقضات، ورغم أنها تدعم إصلاح ميثاق الاستقرار والنمو، فإن الممثلين المنتخبين لحزبها في ستراسبورغ لا يتبعون هذا الخط دائمًا.

وعلاوة على ذلك، فإن دعم ميلوني الواضح لميثاق الهجرة واللجوء لا يتوافق بشكل كامل مع تصرفات أعضاء البرلمان الأوروبي.

لعبة مزدوجة

وتلعب "ميلوني" لعبة مزدوجة، وفق الصحيفة، إذ تقدم نفسها في بروكسل كشريك محترم، بينما في ستراسبورغ، ترسل قواتها رسائل متناقضة.

كما أن أورسولا فون دير لاين، التي يمكن أن تعتمد على ميلوني لإعادة انتخابها، تمنحها معاملة تفضيلية، الأمر الذي يغذي انتقادات القرب الإستراتيجي.

وأكدت الصحيفة أنه من الممكن أن تلعب ميلوني، زعيمة حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، دورًا رئيسيًا في إعادة تشكيل التحالفات الأوروبية بعد انتخابات يونيو/حزيران، لاسيما مع قدرتها على التنقل بين التعاون والمواجهة، التي ستجعل منها شخصية محورية في التطور السياسي للاتحاد الأوروبي، في حين تلاحق أجندة محافظة في إيطاليا.

Advertisements