متابعة الخليج الان - ابوظبي - دبي: ”الخليج الان”
يبدو أن سوق الإيجارات قصيرة الأجل في دبي ماضٍ في إعادة رسم ملامح سوق الإيجارات التقليدي، مع زيادة الطلب على هذا النوع من العقارات 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويرى خبراء القطاع أن هذا الاتجاه يحدث تغييراً جذرياً في المشهد العقاري في المنطقة، نظراً لما تقدمه الإيجارات قصيرة الأجل من عوائد مادية ملحوظة لأصحاب العقارات الذين يتمتعون بفهم جيد للسوق العقاري ولديهم القدرة على اتخاذ قرارات ذكية، مع خيارات إقامة مريحة وجذابة للزوار.
انتعاش الحركة السياحية
وأشار مايلز روثويل، المدير التنفيذي لشركة «إدواردس آند تاورز»، العاملة في مجال الوساطة العقارية والمسح العقاري في دبي، إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعاً كبيراً في الإيجارات قصيرة الأجل في دبي، مع زيادة 30% في الحجوزات بسبب انتعاش الحركة السياحية وتنامي الطلب على خيارات السكن والإقامة المرنة، ما أدى إلى زيادة عوائد المستثمرين بنسبة 20% أعلى من عقود الإيجار التقليدية، في حين اتسمت الإيجارات طويلة الأجل بتوفيرها دخلاً ثابتاً والحفاظ على متوسط ​​عائد سنوي قدره 7%.
المجتمعات السكنية
من جانبه، أكد شريف سليمان، الرئيس التنفيذي للإيرادات بروبرتي فايندر، أهمية عملية البحث الشامل عند البحث عن استئجار عقار مثالي قصير المدى، حيث قال: «يكشف تقريرنا الفني الذي صدر مؤخراً أن معظم مستأجري الفترات القصيرة مع عائلاتهم يفضلون المجتمعات السكنية العصرية المناسبة لأسلوب حياتهم، والتي تتميز بمرافق حيوية واتصال سهل مع المناطق الأخرى. وفي الوقت الذي يبحث فيه المستهلك عن تجارب مميزة، تبرز فرص قيّمة للمستثمرين لاختيار العقارات المناسبة التي تضخ عائدات مالية أعلى؛ إذ يشكل نمو قطاع الإيجارات قصيرة الأجل تطوراً مهماً في سوق العقارات في دبي، ونتطلع إلى استمرار نجاحاته».
مناطق
وإلى جانب الزيادة في الطلب، برزت مناطق محددة كوجهات أكثر شهرة واستقطاباً لخيارات الإيجار قصير المدى، وهذا ما سلّط عليه الضوء أنطوني جوزيف أبو جودة، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «برايمستاي»، العاملة في مجال تأجير منازل العطل في دبي، مشيراً إلى أن مناطق مثل الخليج التجاري وأرجان وقرية جميرا الدائرية ووسط مدينة دبي ونخلة جميرا وداماك هيلز تحظى بشعبية خاصة وإقبال واسع في هذا المجال، بما تزخر به من مناطق نابضة بالحياة ومجموعة واسعة من وسائل الراحة ذات المستوى العالمي والمجتمعات العصرية، وبالتالي تمنح قاطنيها تجارب فريدة ووصولاً سهلاً إلى الوجهات البارزة في المدينة.
وأضاف أبو جودة: «أصبحت دبي خلال السنوات الأخيرة وجهة رائدة للسفر الفاخر، مع رغبة واضحة لزوارها في دفع المزيد مقابل الحصول على أماكن إقامة مريحة وأسلوب حياة راقٍ، وبرز توجهٌ لدى العائلات والمجموعات يفضل منازل العطل الفسيحة على غرف الفنادق المتعددة، ما أدى إلى زيادة الطلب على فيلات العطل والشقق الرحبة للإيجارات قصيرة الأجل. وقدم الطلب المتزايد في دبي على الإيجارات قصيرة الأجل، في أوائل عام 2023 حتى عام 2024، لأصحاب العقارات فرصاً مربحة مع معدلات إشغال عالية وعوائد إيجارية مغرية. وأسفر المشهد السياحي المتنامي في دبي عن ارتفاع لافت الطلب على الإيجارات قصيرة الأجل، ما وفر للملاك والمستثمرين دخلاً ثابتاً ومربحاً في آن واحد».
ومع اقتراب فصل الشتاء، تستعد دبي لاستقبال أعداد كبيرة من الزوار والسياح متنوعي الأذواق والتفضيلات، وهنا تكمن أهمية تلبية احتياجات الجميع من قبل المستثمرين الذين يتطلعون إلى زيادة العائد من عقاراتهم في هذا المجال.
نمو متسارع
وقالت نينا كليشيفيتش، المدير العام لشركة بلو غراوند، لإيجار العقارات المفروشة: «يشهد سوق الإيجار قصير الأجل في دبي نمواً متسارعاً مع دخول مشغلين جدد إلى الساحة، غير أن السوق لا يزال موزعاً بين عدد كبير من الشركات الصغيرة، حتى إن أكبر خمس شركات فيه لا تمثل سوى نسبة 10% من إجمالي العروض المتاحة. ونتوقع خلال العامين المقبلين أن نشاهد موجة من الاندماجات مع قيام بعض المشغلين بتوسيع نطاق أعمالهم لتشمل إدارة أكثر من 100 وحدة سكنية، بينما قد يخرج آخرون من السوق. كذلك هناك توقعات بصدور قوانين حكومية لضمان الامتثال للترخيص واللوائح والقوانين. كما أن التقدم التكنولوجي، مثل الأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وميزات المنزل الذكي، سيعززان تجارب الزوار والسياح ويرفعان الكفاءة التشغيلية. ونتوقع طلباً متزايداً من الرحالة الرقميين الذين يبحثون عن أماكن إقامة مرنة وقصيرة الأجل مع تزايد انتشار نظام العمل عن بعد».