في خطوة تعكس جهود مصر في توسيع صادراتها الزراعية وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في مجال الزراعة، بدأت مصر رسميًا تصدير أول شحنة من تقاوي بطاطس "ميني توبِر" إلى أوزبكستان، بعد نجاح وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في فتح السوق الأوزبكي لهذا النوع المتطور من التقاوي.

هذا التقدم يأتي في إطار استراتيجية الدولة لدعم التوسع في تصدير المنتجات الزراعية ذات القيمة المضافة، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار في القطاع الزراعي.

غرفة عمليات فنية لإنهاء الملف في الوقت المناسب

وفي سياق متصل، صرّح الدكتور محمد المنسي، رئيس الحجر الزراعي المصري، بأنه تم تشكيل غرفة عمليات فنية داخل وحدة الصحة النباتية، بهدف إعداد الملف الفني الكامل لتقاوي ميني توبِر المصدرة، والتنسيق مع جميع الجهات المعنية لتسريع الإجراءات.

وأكد المنسي أن توقيت التصدير كان بالغ الأهمية، نظرًا لتزامنه مع بداية الموسم الزراعي في أوزبكستان، ما استدعى تنسيقًا يوميًا وجهودًا مكثفة لضمان وصول الشحنة في الوقت المناسب.

تعاون دولي وتواصل دبلوماسي مثمر

ضمن الجهود الدبلوماسية والتقنية، تم عقد اجتماعات افتراضية عبر الفيديو كونفرانس بين الجانبين المصري والأوزبكي، بمشاركة السفير الأوزبكي بالقاهرة، حيث ناقش الطرفان الجوانب الفنية والصحية المتعلقة بالتقاوي، إلى جانب آليات المتابعة والدعم اللوجستي.

ويعكس هذا التعاون حرص الجانبين على تبادل الخبرات وتوسيع مجالات التعاون الزراعي، خصوصًا في ظل الرغبة المشتركة في تطوير نظم إنتاج التقاوي.

أول شحنة.. وباقي الشحنات قيد التصدير

أعلن المنسي أن أول شحنة من تقاوي بطاطس ميني توبِر تم تصديرها بنجاح باستخدام أحدث تقنيات الإنتاج الزراعي، موضحًا أنه يتم حاليًا استكمال إجراءات تصدير باقي الشحنات بالتعاون مع الشركاء المصريين العاملين في القطاع.

ويُعد هذا النوع من التقاوي طفرة في قطاع البطاطس، حيث يتم إنتاجه داخل بيئات محكمة ونظيفة تضمن الجودة العالية وخلوها من الأمراض، بما يتماشى مع المعايير الدولية المطلوبة للتصدير.

دعم رئاسي وتعاون رفيع المستوى

وكان وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق قد استقبل في مايو الماضي وفدًا رسميًا من أوزبكستان يضم متخصصين في مجالات الزراعة والاستثمار والتجارة، ضمن تكليفات القيادة السياسية بتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الزراعية، وتفعيل مخرجات اللجان الفنية المشتركة.

وخلال الزيارة، تم بحث الفرص الاستثمارية المتاحة، وسبل الاستفادة من الخبرات المصرية في تطوير الزراعة في أوزبكستان، وتبادل التكنولوجيا والتقنيات الحديثة بين الجانبين.

زيارات ميدانية وتبادل للخبرات

كلفت وزارة الزراعة إدارة العلاقات الزراعية الخارجية بتنظيم برنامج شامل للوفد الأوزبكي، شمل زيارات ميدانية إلى عدد من:

المزارع المتخصصة في إنتاج البطاطس والمحاصيل التصديرية.

المراكز البحثية والمعاهد والمعامل التابعة للوزارة.

الكيانات الاستثمارية الزراعية الكبرى التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج الزراعي.

وهدفت هذه الزيارات إلى عرض التجربة المصرية الناجحة في تطوير الزراعة باستخدام التكنولوجيا والابتكار، بما يسهم في نقل التجربة المصرية إلى أوزبكستان وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي.

خطوة نحو التوسع الزراعي الخارجي

تمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في مسار الصادرات الزراعية المصرية، خاصة أنها تتعلق بتصدير تقاوي وليس مجرد محاصيل، مما يُعزز من مكانة مصر كدولة رائدة في تطوير التكنولوجيا الزراعية.

وتؤكد وزارة الزراعة استمرارها في فتح أسواق جديدة، مع التركيز على رفع جودة التقاوي والمنتجات الزراعية وفقًا لأعلى المعايير الدولية، بما يضمن استدامة الصادرات وتوسيع قاعدة الشراكات العالمية.