محمد الرخا - دبي - السبت 8 يونيو 2024 12:03 مساءً - لوحات من الطبيعة الخلابة يمتزج فيها الضباب بقمم الجبال وهما يعانقان السماء في مكان يفوح بالطاقة الإيجابية على وقع ابتسامات ساحرة وخصوصية وتفرد.

يعد إقليم التبت  أحد أكثر أماكن الأرض هدوءًا وصفاءً وسحرًا، والأقل تلوثًا والأكثر نظافة، بارتفاع استثنائي عن مستوى سطح البحر يبلغ في المتوسط العام  4 آلاف متر، ما جعله يستحق عن جدارة لقب "سقف العالم".

يتميز الإقليم باحتوائه على 50 قمة جبلية يزيد ارتفاع كل منها عن 7 آلاف متر، بما في ذلك قمة "جبل إيفرست"، التي تعد الأشهر في العالم بارتفاع 8 آلاف و884 متر.

يواجه الزوار الجدد صعوبة في التنفس وإرهاقًا شديدًا بسبب الارتفاع الشديد، ما أدى إلى انتشار بيع الأكسجين في عبوات صغيرة في المحلات والسوبر ماركت وحتى في قائمة "الميني بار" بغرف الفنادق.

في الشتاء، تتوج الثلوج قمم الجبال وتتجمد الأنهار، لتصبح مصدرًا رئيسًا للمياه الطبيعية في آسيا عند ذوبانها. ويعد التبت المنبع الفعلي لكثير من الأنهار الكبرى مثل "براهما بوترا" و"اليانجستي"، كما يضم عددًا هائلًا من البحيرات يصل إلى 1500 بحيرة.

يسمى التبت بـ "أرض الآلهة" نظرًا لكثرة المعابد البوذية التي تنتشر فيه، وتشيع فيه حالة من الروحانية العالية نتيجة انتشار الرهبان بزيهم الأحمر الداكن، وتتميز المعابد بطرز معمارية فريدة وألوان مبهجة، وتقع في مواقع متميزة، مما يجعلها تبدو كأيقونات تتوج الهضاب المرتفعة.

يقع الإقليم جنوبي غرب الصين ويتمتع بالحكم الذاتي تحت السيادة الصينية منذ العام 1965 ومن أبرز مدنه العاصمة "لاسا" التي تسمى "مدينة الشمس" لشدة ارتفاعها وقربها من الشمس وكذلك مدينتي " شيجاتسي" و" تشامدو".

تظهر دلائل حياة في التبت تعود إلى 18 ألف عام، ولكن تاريخه الحقيقي يبدأ من القرن السابع الميلادي عندما أسس الزعيم "سونجزان جانبو" مملكة قوية في وادي "تسنجبو"، بزواجه من الأميرة "وينج تشنج"، ابنة الإمبراطور الصيني "لي شي مين"، وقد جلب تقنيات العلوم والزراعة إلى التبت، ويقال إن الزعيم أهدى عروسه مرآة سحرية ترى فيها أسرتها وبلادها خلال رحلتها إلى التبت.

ومن أبرز معالم التبت السياحية في البلاد هو قصر "بوتالا" بالعاصمة لاسا، الذي بناه الزعيم لزوجته ويضم 999 غرفة، ويمزج بين الفخامة والأصالة، ويحتوي على شيء أهم وهو سر الخلود والحب.