05 يونيو 2024, 8:32 م
وصفت صحيفة لوموند الفرنسية التحول في مواقف حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا من الاتحاد الأوروبي وروسيا وملفات أخرى بـ "التطور الغامض".
وقالت صحيفة لوموند الفرنسية إنه على مدار العقد الماضي، نجح الحزب في تجديد صورته ومقترحاته بشكل كبير، موضحة أنه منذ عام 2014، تحول الحزب، بقيادة مارين لوبان أولًا ثم الآن بقيادة جوردان بارديلا، من الموقف الراديكالي المناهض للنظام إلى "نهج أكثر صقلًا".
ورأت الصحيفة أن هذا التطور يتجلى في شعارات الحزب المتغيرة: من "لا لبروكسل، نعم لفرنسا" في عام 2014 إلى "عودة فرنسا، وأوروبا تنتعش" في عام 2024.
وبينت أن تحول الحزب يتضمن تغيير علامته التجارية من الجبهة الوطنية (FN) في عام 2018، وتغييرات استراتيجية في القيادة مع رحيل شخصيات مثل جان ماري لوبان، والانتقال من الخطاب التحريضي إلى برامج أكثر تفصيلًا.
وعلى الرغم من هذه التغييرات، يحتفظ الحزب برؤية سيادية وموقف محافظ بشأن القضايا البيئية، بحسب "لوموند".
جوردان بارديلا ومارين لوبان في تجمع انتخابيرويترز
وقالت الصحيفة إن برامج الحزب خلال الانتخابات الأوروبية الثلاث الماضية تكشف عن تطور غامض، حيث ظلت السياسات الأساسية، مثل الحمائية الاقتصادية والزراعية، ومعارضة اتفاقيات التجارة الحرة، وضوابط الهجرة الصارمة، ثابتة.
ومع ذلك، تحول الحزب من الدعوة إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي والعودة إلى الفرنك إلى اقتراح "أوروبا الحد الأدنى" مع التعاون الانتقائي بين الدول.
و في عام 2019، تخلى الحزب عن دعوته لمغادرة الاتحاد الأوروبي واليورو، وبدلاً من ذلك دعا إلى "تحالف الدول الأوروبية" مع التعاون المرن.
وبحلول عام 2024، تطور برنامج الحزب بشكل أكبر، حيث أصبح يقترح خفض مساهمة فرنسا في ميزانية الاتحاد الأوروبي وتحويل المفوضية الأوروبية إلى هيئة لا تتخذ القرار.
وشهدت سياسة الهجرة تحولات، مع الانتقال من الدعوة إلى إلغاء اتفاقية شنغن في عام 2014 إلى دعم نظام "الحدود المزدوجة" في عام 2024.
ويؤكد الحزب الآن على استخدام فرونتكس (الوكالة الأوروبية لحرس الحدود) للسيطرة على الهجرة والحد من حرية حركة شنغن للمواطنين الأوروبيين فقط.
وفي ما يتعلق بالسياسة الزراعية، يدعم الحزب باستمرار إعادة تأميم السياسة الزراعية المشتركة (CAP)، لكنه خفف من موقفه بحلول عام 2024، داعيًا إلى تقديم مساعدات وطنية ضمن إطار السياسة الزراعية المشتركة.
تحول موقف الحزب تجاه روسيا من الدعم القوي والإعجاب ببوتين إلى نهج أكثر حذرًا
لوموند
ولفتت الصحيفة إلى تحول موقف الحزب تجاه روسيا من الدعم القوي والإعجاب ببوتين إلى نهج أكثر حذرًا، مع الاعتراف بانتهاك روسيا للقانون الدولي في حين يعارض التدخل العسكري الأوروبي في أوكرانيا.
كما تطورت سياسة الطاقة أيضًا، حيث انتقل الحزب من الشك بشأن الطاقة النووية إلى التأييد الكامل، والدعوة إلى الاستثمار في الطاقة النووية ومعارضة تفويضات الطاقة المتجددة.
وختمت الصحيفة بالقول إن القضايا البيئية أصبحت أكثر بروزًا في برنامج حزب التجمع الوطني، وإن كانت في المقام الأول بمثابة نقد للسياسات الخضراء الأوروبية "العقابية"، مع التركيز على التفضيل الوطني ومعارضة لوائح الاتحاد الأوروبي التي ينظر إليها على أنها تقييدية.
أخبار ذات صلة
هل يُعاقب اليمين الفرنسي ماكرون في الانتخابات الأوروبية؟