محمد الرخا - دبي - الأربعاء 5 يونيو 2024 07:06 مساءً - اهتمت وسائل الإعلام العبرية، اليوم الأربعاء، بمسألة الحرب الإسرائيلية على لبنان، وسط تصاعد الدعوات ببدء القتال، وتزامنًا مع احتدام الصراع مع ميليشيا "حزب الله".
وقالت صحيفة "معاريف"، إن هناك عشرات المواقع المشتعلة على طول الحدود الإسرائيلية مع لبنان نتيجة الغارات المتبادلة مع ميليشيا "حزب الله".
وفي هذا السياق تحدث رئيس مجلس مستوطنة المطلة الواقعة في الجليل الأعلى شمالي إسرائيل، ديفيد أزولاي، عن الواقع الصعب في المستوطنات الشمالية، موجهًا انتقادًا للحكومة الإسرائيلية.
وقال "أزولاي": "لقد ظلت الحرائق مستمرة هنا لمدة ثلاثة أسابيع، الأمر الذي أثبت أن إسرائيل لم تفشل في الحرب فقط، ولا في إنجاز عمليات الرهائن، ولا في حرب الجنوب ولا الشمال، بل في السيطرة على الحرائق أيضا".
وتابع "أزولاي": "في كثير من الأحيان تكون معضلتي الشخصية هي ما إذا كان يجب إشراك فرق التدخل السريع في مواجهة التهديد، فنحن دائمًا أمام هذه المعضلة؛ لأن المنازل بمثابة حياة كاملة بها ذكريات، ومعدات، وأثاث، وإذا احترق فهذا يعني فقدان الحياة لأفراد الأسرة".
حرب متعددة الساحات
وعندما سئل "أزولاي" عما إذا كانت إسرائيل وسكانها والجيش، مستعدون للحرب ضد ميليشيا "حزب الله" وتوسيع القتال ليشمل الجبهة الشمالية، أجاب قائلًا: "في رأيي، نعم، نحن مستعدون، إن الجيش الإسرائيلي يعرف كيفية التعامل مع ساحتين قتاليتين، لقد قمنا بإعداد جميع مواطني إسرائيل لمدة 15 عامًا لحرب متعددة الساحات في إيران، والعراق، وسوريا، والحوثيين، فالجيش الإسرائيلي مستعد لذلك".
وأضاف "أزولاي": "عليك أن تتذكر أننا لسنا هدفًا للحرب، لا أريد أن أقضي خمسة أشهر أخرى من الحرب هنا، ولا نريد الحرب، ولا نريد الموت، ولكن ليس هُناك خيار آخر، فأولئك الذين يعرفون إيران وأذرع الأخطبوط التي ترسلها في كل مكان، إنهم يريدون تدميرنا".
وأوضح: "نحن لا نريد الحرب، ولكن ليس هناك خيار، يجب أن ندخل الحرب، ونحيّد وسائلهم القتالية بشكل كبير، ونقضي على الـ80 عنصرا التابعين لقوة الرضوان".
واختتم "أزولاي": "نحن بحاجة إلى تعزيز الشمال، وتشجيع المستثمرين، والشركات الصغيرة، بالإضافة إلى الأمن، وهو أول شيء نطلبه، أعطونا الأمن، وأرجعونا إلى ديارنا".
الشمال يحترق
ومن جانبها طرحت صحيفة "يسرائيل هيوم"، تساؤلا مفاده أنه بعد مرور ثمانية أشهر على بدء الحرب في قطاع غزة، واشتعال الحرائق في الجليل والجولان بسبب ميليشيا "حزب الله"، ماذا تنتظر إسرائيل لشن حرب على لبنان؟
وقالت الصحيفة، إنه بعد شهر من اندلاع الحرب في غزة وبدء ميليشيا "حزب الله" في شن غارات باتجاه الشمال، سُئل وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن الخط الأحمر الذي تضعه إسرائيل في لبنان، وأجاب: "عندما نهاجم في بيروت، ستعرفون أن ميليشيا حزب الله قد تجاوزت خطنا الأحمر".
وأضافت الصحيفة أن سبعة أشهر مضت على ذلك التصريح، وثمانية أشهر منذ بداية الحرب، وبيروت تقف على السياج سالمة، والجليل والجولان يحترقان ويتم إخلاؤهما، ومئات الأفدنة مشتعلة في إسرائيل، وسكان الشمال يطلبون المساعدة دون استجابة.
وتابعت أنه منذ ثمانية أشهر، تم إجلاء نحو 65 ألف شخص من سكان خط الصراع عن منازلهم وإهمالهم من قبل إسرائيل، وأولئك الذين لم يتم إجلاؤهم، ولكنهم يعيشون في الجليل، حتى على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود، يعيشون في حرب يومية، وتم تركهم لمواجهة مصيرهم، حيث توقفت الزراعة، والمشاريع الصغيرة، وتدمرت المنازل واحدًا تلو الآخر.
وأوضحت الصحيفة أنه قبل هجوم حركة "حماس" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، استعد الجيش الإسرائيلي لما كان يسمى آنذاك "أيام المعركة" المكثفة في الشمال، والتي تضمنت العديد من عمليات الإطلاق والطائرات المسيرة ومحاولات الاختراق، لكن لم يتخيل أحد أن "أيام المعركة" تلك ستتحول إلى أشهر من القتال، وربما إلى ما يقرب من عام من القتال.
حدث متطرف
وتعقيبًا على ذلك، قال مسؤول أمني كبير إن "وقوع حدثٍ متطرفٍ وإسقاط الكثير من الضحايا من شأنه أن يدفع إسرائيل إلى الحرب".
لكن السؤال، أليس حرق الشمال، وإطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، وعشرات الآلاف من السكان الذين تم إجلاؤهم، وفقدان مساحة كاملة من الأرض، حدثًا متطرفًا بما فيه الكفاية ليتطلب تغييرًا في الموقف؟
فلا يزال الجيش الإسرائيلي يقضي على عناصر ميليشيا "حزب الله" كل يوم ويبقيهم بعيدًا عن خط الحدود، لكن الجمهور الإسرائيلي، الذي يراقب الشمال المحترق بعيون واسعة، ليس مهتما حقًّا بمقتل إرهابي آخر أو أقل، وهو في الواقع غير مقتنع بأن يد الجيش الإسرائيلي هي الراجحة في الأمر.
حرب الشمال ستكبد إسرائيل الكثير
وأفادت الصحيفة أن الحرب في الشمال ليست مثل الحرب في غزة على الإطلاق، كما نرى كل يوم، ليست بسيطة أيضًا، وتكلف ثمنًا باهظًا ومفجعًا بشكل لا يطاق، وإذا كان منذ بداية المناورة البرية في قطاع غزة قد قُتل 293 جنديًّا إسرائيليًّا، فمن الصعب تخيل تكلفة الحرب في الشمال، ناهيك عن الأضرار الجسيمة التي ستلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية.
إذ يستعد الجيش الإسرائيلي للحرب، وتدرب الوحدات النظامية والاحتياطية لشن هجوم محتمل والذي قد يتحول إلى حرب دموية، من الصعب التنبؤ بكيفية نهايتها، والتي ستجني من إسرائيل ثمنًا لم تعرفه من قبل.