الارشيف / عرب وعالم

سلوك لدى الأطفال يزيد نسبة الإصابة بمرض خطير مستقبلاً

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 5 يونيو 2024 09:03 صباحاً - كشفت دراسة جديدة، أن الأطفال الذين يقضون أكثر من 6 ساعات يوميًا في حالة من الخمول وعدم الحركة معرضون بشكل أكبر للإصابة بمرض خطير.

وذكرت الدراسة، التي تم تقديمها في "الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء" (ENDO 2024)، أن الأطفال الخاملين معرضون للإصابة أكثر من غيرهم بالكبد الدهني الشديد وتليف الكبد، في مرحلة الشباب.

وخضع للدراسة مجموعة كبيرة من المواليد في المملكة المتحدة تُعرف باسم "أطفال التسعينيات"، وشملت 2684 طفلاً تم قياس حركاتهم باستخدام مقياس التسارع، الذي يتم ارتداؤه على الخصر من سن 11 إلى 24 عامًا.

وكشفت النتائج أن الأطفال الذين شملتهم الدراسة، في المتوسط، يقضون 6 ساعات يومياً في الجلوس، زادت إلى 9 ساعات يومياً في مرحلة البلوغ.

ومع ذلك، خلال مرحلة الطفولة، تمت مواجهة الآثار السلبية للسلوك المستقر من خلال قضاء قدر مماثل من الوقت في النشاط البدني الخفيف الشدة.

ووجدت الدراسة أن كل نصف ساعة إضافية يقضيها الأطفال في حالة من عدم الحركة بعد عتبة الست ساعات، تزيد احتمالات إصابتهم بمرض الكبد الدهني قبل سن 25 بنسبة 15%.

ومع زيادة وقت الجلوس، ينقص وقت قضاء الأنشطة البدنية؛ ما يؤدي إلى 3 ساعات أقل من مثل هذه الأنشطة يوميًا في سن الشباب البالغ.

وبالعكس، فإن كل نصف ساعة إضافية من الأنشطة البدنية ذات شدة منخفضة فوق 3 ساعات، يوميًا، تقلل من احتمالية الإصابة بمرض الكبد الدهني الشديد بنسبة 33%.

وطرأ انتشار مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي بشكل مفاجئ، حيث أصيب 2.5% من المشاركين في سن 17 عاماً و20% في سن 24 عاماً.

وتعتبر هذه الزيادة، التي بلغت 8 أضعاف خلال 7 سنوات فقط، مثيرة للقلق؛ اذ عادة ما يحدث المرض في وقت لاحق من الحياة، في منتصف الأربعينيات تقريبًا.

و لوحظ وجود مرض شديد، يتميز بتراكم كبير للدهون الزائدة في الكبد، لدى نصف الأشخاص الذين يبلغون 24 عامًا.

بالإضافة إلى ذلك، كانت علامات تندب الكبد موجودة في واحد من كل 40 شابًا، مع 3 من كل 1000 يستوفون معايير التشخيص لتليف الكبد.

أهمية النشاط البدني

وشدد الباحث الرئيس البروفيسور أندرو أغباجي، من جامعة شرق فنلندا، على العلاقة السببية بين قلة الحركة وتلف الكبد.

 وسلط أغباجي الضوء على أهمية النشاط البدني الخفيف، مثل الألعاب في الهواء الطلق، وأنشطة الملاعب، والمشي، وركوب الدراجات كترياق فعال للآثار الصحية السلبية الناجمة عن قلة الحركة في مرحلة الطفولة.

وشدد على أن ممارسة النشاط البدني الخفيف، لمدة تتراوح ما بين 3-4 ساعات، يوميًا، أكثر تأثيرًا من 60 دقيقة الموصى بها عادةً من النشاط البدني المعتدل إلى القوي.

وتؤكد نتائج الدراسة على الحاجة إلى زيادة الوعي بالآثار الضارة لنمط الحياة المستقر، على صحة الأطفال والمراهقين والشباب.

وخلصت الدراسة إلى أن تشجيع وتعزيز النشاط البدني الخفيف في سن مبكرة، يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من أمراض الكبد، في وقت لاحق من الحياة.

Advertisements