الارشيف / عرب وعالم

"نيويورك تايمز": إدارة بايدن "تتأرجح" بين اثنين من أقرب الحلفاء

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 4 يونيو 2024 08:25 مساءً - يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن "تحديًا معقدًا وعلنيًا" في إدارة العلاقات مع اثنين من أقرب حلفاء أمريكا؛ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين يمر بلداهما بمنعطفات حرجة في صراعاتهما، وقد تعهد بايدن بتقديم دعم ثابت لكليهما، حسبما قالت صحيفة "نيويورك تايمز".

وأضافت الصحيفة أن حربي أوكرانيا وغزة، وعلى الرغم من اختلاف طبيعتهما، تمران بلحظات محورية، وسلطت الضوء على المصالح الوطنية والسياسية المتباينة، مشيرة إلى أن النتائج النهائية لهذه الصراعات لا تزال غير واضحة في واشنطن.

 وتهدف أوكرانيا إلى الطرد الكامل للقوات الروسية من الأراضي التي استولت عليها منذ شباط / فبراير 2022، بينما تسعى إسرائيل إلى التدمير الكامل لحماس في أعقاب هجوم 7 أكتوبر الذي أودى بحياة ما يقرب من 1200 إسرائيلي، إلا أن هذه الأهداف غير واقعية بشكل متزايد في نظر المسؤولين الأمريكيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا بدأت تستعيد الزخم، وهدف القضاء على حماس يشير إلى صراع طويل الأمد، لافتة إلى أن نهج بايدن تحول إلى "إدارة الأزمات".

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله آرون ديفيد ميلر، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن "أوكرانيا وإسرائيل ليستا حليفتين بموجب معاهدة".

ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة منخرطة بعمق في هذه الصراعات؛ بهدف الحد من العنف دون رؤية واضحة للحل.

وأضافت الصحيفة أن بايدن اتخذ قرارات مهمة في الآونة الأخيرة، بما في ذلك استثناء ضيق لقاعدته الطويلة الأمد ضد استخدام الأسلحة الأمريكية لضرب الأراضي الروسية، مبينة أن المقصود في البداية كان تجنب المواجهة المباشرة مع روسيا المسلحة نووياً، ثم تم تعديل هذه القاعدة مع تطور الوضع على الأرض في أوكرانيا. 

وبعد مناقشات مكثفة، سمح بايدن بضربات محدودة على الأراضي الروسية حول خاركيف لمنع روسيا من استعادة مناطق كبيرة، وكان القرار بمثابة تحول كبير، إذ استخدمت أوكرانيا الأسلحة التي زودها بها الغرب لتدمير نظام الدفاع الجوي الروسي. 

وحذرت روسيا من "عواقب وخيمة" إذا استمرت الأسلحة الغربية في ضرب أراضيها. 

وشدد مساعدو بايدن على أن هذا كان استثناءً، وليس انقلابًا كاملاً في السياسة، لكن التعديلات المستقبلية تظل ممكنة.

وواصل زيلينسكي الضغط من أجل الاستخدام المكثف للأسلحة الأمريكية، على الرغم من تمسك البيت الأبيض بموقفه ضد الضربات بعيدة المدى داخل روسيا.

ويعترف المسؤولون الأمريكيون بوجود تباين في الأولويات: أوكرانيا، التي ليس لديها ما تخسره، تدفع نحو التصعيد، في حين يظل بايدن حذرًا من إثارة رد نووي من الرئيس فلاديمير بوتين.

وفي إسرائيل، توترت علاقة بايدن مع نتنياهو.

 وفي خطاب عام، أيد بايدن خطة إسرائيلية لإنهاء الصراع في غزة، وهي خطوة غير عادية تعكس إحباطه من طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب.

وبحسب الصحيفة، قوبلت الخطة التي تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن وإنهاء القتال، بمقاومة من ائتلاف نتنياهو اليميني.

وكانت موافقة بايدن على الخطة بمثابة خطوة استراتيجية، أجبرت نتنياهو على الاعتراف بعملية سلام مرحلية، حيث كان هذا التصريح العلني بمثابة خروج عن التقدير الدبلوماسي النموذجي، مدفوعًا بإلحاح الوضع.

 ويواجه بايدن ضغوطا سياسية في الداخل، حيث ينتقد الجناح التقدمي في حزبه الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل وسط تزايد الخسائر في صفوف المدنيين.

وختمت الصحيفة بالقول إنه وبينما يتنقل بايدن في هذه العلاقات المعقدة، فإنه يوازن بين الضرورات الاستراتيجية والحقائق السياسية، كما أن تصريحاته العلنية تسلط الضوء على التحديات التي تواجه إدارة الحلفاء ذوي الأهداف المتباينة والمخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها هذه الصراعات الحرجة.

Advertisements