الارشيف / عرب وعالم

في ذكرى رحيل كازانوفا..هل كان أشهر زير نساء في العالم قبيحًا؟‎

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 4 يونيو 2024 03:03 مساءً - هو أشهر زير نساء في التاريخ وبلغت مواهبه في العشق مستوى أسطوريًّا إلى حد أنه أقام علاقات مع 122 سيدة في حياته من مختلف الجنسيات، بحسب ما يؤكد هو نفسه في مذكراته التي تكشف عن مفاجآت عدة منها أنه تورط في أعمال جاسوسية واحتيال ومبارزات وتعرض للسجن أكثرمن مرة ونجح في الهرب منه. 

وتحل اليوم الـ4 من يوينو ذكرى رحيل جياكومو جيرولامو كازانوفا في عام 1798 حيث يتجدد السؤال الحائر: هل كان أيقونة الغراميات الأشهر غير وسيم.. وهل انصبت مواهبه في الغزل واختطاف قلوب النساء على مجالات أخرى تتجاوز مجرد ملامح الوجه الجميل؟ 

السؤال يكتسب مصداقيته من حقيقة أن ملامحه الفعلية ظلت لغزًا إلى وقت طويل، وأن هناك شكوكًا في أن الصور المتداولة التي تعود له ويبدو فيها وسيمًا، تم التلاعب فيها بملامحه لتبدو متسقة مع سيرته المذهلة.

وفي  يوليو 1953، عثر تاجر للصور الفنية في "بولينيا" بإيطاليا على صورة مخبأة في أحد المخازن كُتب عليها "جان جاك كازانوفا، 1767، وتحقق الخبراء منها مؤكدين أنها تعود إلى الفنان التشكيلي  "رفاييل منجز"، صديقه المقرب. ويظهر كازانوفا في الصورة على نحو صادم دون وسامة تذكر، فالغدة الدرقية متضخمة والعينان جاحظتان وأنفه ضخم وذقنه مدبب.

ولد كازانوفا في الـ2 من أبريل 1725 بالبندقية بإيطاليا وكان الابن الأكبر على ستة أبناء. توفي والده وهو في سن الثامنة ولم تتزوج والدته حتى تتفرغ لرعايته حيث كان معتل الصحة ودائم النزيف من أنفه. في شبابه أظهر تفوقًا دراسيًّا لافتًا وبرع في فهم مواد القانون وأتقن الإنجليزية والفرنسية واليونانية واللاتينية في سن مبكرة. 

جياكومو جيرولامو كازانوفاWikimedia Commons

ويقول حول هذه الفترة من حياته في مذكراته التي حملت عنوان قصة " حياتي حياتي" : كنت في ترددي على الجامعة شعرت للمرة الأولى بالحرية، على أنه لم يطل بي الوقت حتى تعرفت على أسوأ نماذج الطلبة من مقامرين، ومخادعين، ورواد بيوت الدعارة، ومدمني الخمر، ومغررين بالعذارىّ، وفي صحبة هؤلاء بدأت خبرتى بالدنيا والحياة".

والتحق بحياة الرهبنة وانضم لرجال الدين في شبابه وأظهر براعة في خطبه الروحانية، إلا أن إدمانه للكحول وعدم اتزانه أثناء القاء الخطبة منعه من الاستمرار في هذا المجال. كان الجيش هو خطوته التالية حيث انتظم في حياة الجندية لكنه سرعان ما تركها حيث كان يبحث عن الحرية والانطلاق والحياة الماجنة.

وحتى في الحياة العسكرية كان نرجسيًّا يبحث عن إثارة الإعجاب وهو ما يتضح من قوله في مذكراته: "اشتريت سيفًا طويلًا، مع عصاة في يدي، وقبعة مزينة بعُقد سوداء، وشعر مقصوص وضفيرة طويلة مستعارة، شرعت في إثارة إعجاب المدينة بأكملها". 

أخبار ذات صلة

في ذكرى رحيله.. هل وقع "لورانس العرب" في غرام سيدة لبنانية؟

وتورط في مشاجرات عديدة بسبب إدمان القمار واستدان بما يفوقه طاقته على السداد، فهرب من البندقية وتنقل بين باريس وبرلين ومدريد ووراسو وبودابست حيث التحق ببلاط الحكام شاعرًا ومستشارًا يخلب لب الجميع، لاسيما النساء، بذكائه وبلاغته وأشعاره وعلمه الواسع وثقافته اللافتة. 

وفي سنواته الاخيرة، عمل أمين مكتبة وهى الوظيفة التي وجدها مضجرة إلى حد دفعه إلى التفكير في الانتحار، لكنها كانت فرصة مناسبة كى يتأمل حياته الثرية ويكتب مذكراته قبل أن يتوفى بعد عام واحد من استيلاء نابليون بونابرت على البندقية. 

ألهمت قصته خيال السينمائيين ومؤلفي الدراما عبر العديد من الأعمال الشهيرة، كما حمل اسمه العديد من العطور ومساحيق التجميل. 

Advertisements

قد تقرأ أيضا