الارشيف / عرب وعالم

التغير المناخي قد يفاقم الأمراض العصبية والنفسية

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 21 مايو 2024 03:07 مساءً - يمكن أن تؤثر التغيرات البيئية حول العالم التي يسببها الإنسان سلبًا على مجموعة متنوعة من الاضطرابات الدماغية بما في ذلك السكتة الدماغية والصرع والتهابات الجهاز العصبي، بالإضافة إلى اضطرابات النوم والتي تؤدي إلى تفاقم عدد من الحالات العصبية.

نُشر هذا الاكتشاف المثير للقلق في مجلة "لانسيت" لطب الأعصاب المرموقة من قبل باحثين في كلية لندن الجامعية تحت عنوان ”تغير المناخ واضطرابات الجهاز العصبي“، وفق ما نقله موقع "جي بوست".

أعلن فريق من أطباء الأعصاب والأطباء النفسيين وغيرهم، أن تغير المناخ وتأثيراته على أنماط الطقس والظواهر الجوية السيئة من المرجح أن تؤثر سلبًا على صحة الأشخاص الذين يعانون أمراض الدماغ.

وبناء على بحث تم تنفيذه بقيادة المملكة المتحدة، أكد فريق البحث الحاجة الملحة لفهم تأثير التغير المناخي على الأشخاص الذين يعانون حالات عصبية من أجل حماية صحتهم ومنع تدهورها، فضلاً عن خلق المزيد من التفاوت بين الميسورين والمحرومين؛ ما يؤدي إلى تفاقم أوجه عدم المساواة.

وقد أجرى الفريق الذي قاده البروفيسور سانجاي سيسوديا من كلية لندن الجامعية لطب الأعصاب تحليلاً تلويًّا لـ 332 بحثًا نُشر حول العالم بين عامي 1968 و2023. وكان استنتاجهم أنهم توقعوا أن يكون حجم الآثار المحتملة لتغير المناخ على الأمراض العصبية كبيرًا.

كما نظروا في 19 حالة مختلفة من أمراض الجهاز العصبي التي تم اختيارها على أساس دراسة العبء العالمي للأمراض لعام 2016، بما في ذلك السكتة الدماغية والصداع النصفي والزهايمر والتهاب السحايا والصرع والتصلب المتعدد. كما درسوا أيضًا تأثير تغير المناخ على العديد من الاضطرابات النفسية الخطيرة والشائعة بما في ذلك الاكتئاب والقلق والفصام.

وقال سيسوديا، الذي يشغل أيضًا منصب مدير علم الجينوم في جمعية الصرع في المملكة المتحدة وعضو مؤسس في جمعية الصرع للتغير المناخي: ”إن درجات الحرارة القصوى - المنخفضة والمرتفعة على حد سواء - والتباين الأكبر في درجات الحرارة على مدار اليوم خاصة عندما تكون هذه المقاييس غير معتادة موسميًّا. وقد تكون درجات الحرارة الليلية مهمة بشكل خاص، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة خلال الليل يمكن أن يعرقل النوم“.

وجد الباحثون أيضًا أن هناك زيادة في حالات الدخول إلى المستشفيات أو العجز أو الوفاة نتيجة السكتة الدماغية في درجات الحرارة المحيطة المرتفعة أو موجات الحر.

إن الأشخاص الذين يعانون أمراض الخرف، مثل الزهايمر معرضون للضرر من درجات الحرارة القصوى (الأمراض المرتبطة بالحرارة أو انخفاض حرارة الجسم) والأحداث الجوية (حرائق الغابات أو الفيضانات)، حيث يمكن أن يحد ضعف الإدراك من قدرتهم على تكييف سلوكهم مع التغيرات في البيئة المحيطة.

يكون الأشخاص الذين يعانون ضعف الإدراك أقل وعيًا بالمخاطر التي تهدد صحتهم، وأقل قدرة على طلب المساعدة أو تقليل الضرر من خلال شرب المزيد من الماء في الطقس الحار وارتداء ملابس أخف. وأضافوا أنهم قد يكونون أيضًا ضعفاء ويعانون عددًا من الأمراض المزمنة ويتناولون أدوية تؤثر على تفكيرهم وحالتهم المزاجية.

وشدد الفريق على أن الأبحاث حول هذا الموضوع يجب أن تكون محدثة وأن تأخذ بعين الاعتبار ليس فقط الحالة الحالية لتغير المناخ ولكن أيضًا المستقبل.

Advertisements