الارشيف / عرب وعالم

الغارديان: خطر اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران ما زال قائما

محمد الرخا - دبي - السبت 20 أبريل 2024 10:10 مساءً - رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن خطر اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران ما زال قائما، مشيرة إلى أنه رغم أن الدولتين تدرسان بعناية فائقة ردود أفعالهما، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الوضع في المنطقة أصبح أقل توتراً أو أكثر أماناً.

وتناول مقال في الصحيفة، حالة التصعيد الأخير للتوترات بين إيران وإسرائيل في الشرق الأوسط ويحلل المخاطر والعواقب المحتملة للمزيد من الصراعات في المنطقة، لافتا إلى أن الانخراط في ردود أفعال محسوبة، لا يضمن بالضرورة الهدوء والاستقرار في ظل المشهد المضطرب القائم.

وفي أعقاب الغارة التي شنتها إسرائيل مؤخرا بالقرب من أصفهان، تبنت إيران نهجاً مدروساً، حيث قللت من أهمية الهجوم وامتنعت عن الانتقام الفوري.

ومن ناحية أخرى فإن الهجوم الإسرائيلي المحدود على أصفهان، والذي كان يهدف إلى إيصال رسالة أكثر من التسبب بأضرار جسيمة، يعكس محاولة استراتيجية من قبل إسرائيل لاستعادة الردع من دون تصعيد التوترات.

على الرغم من ضبط النفس هذا، ترى الصحيفة أن الوضع لا يزال محفوفا بالمخاطر، خصوصا مع استمرار العنف في أجزاء مختلفة من المنطقة، بما في ذلك غزة والضفة الغربية وعلى طول الحدود اللبنانية.

ووفقاً لأقوال مسؤولين أمريكيين، فإن إسرائيل - التي لها تاريخ في اغتيال شخصيات إيرانية - لم تدرك أن ضرب كبار قادة الحرس الثوري في القنصلية الإيرانية في سوريا من شأنه أن يثير رد فعل إيراني قويًا.

وبحال كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن إسرائيل أساءت تقدير العواقب، ورد الفعل الإيراني الذي جاء في هيئة أول هجوم مباشر على إسرائيل، يشكل تحولا لافتا عن سياستها السابقة المتمثلة في استخدام الوكلاء للرد على إسرائيل.

وعلى الرغم من أن وابل الطائرات المسيرة والصواريخ كان ضخمًا وغير مسبوق، إلا أن الإشعار الذي قدمته إيران للولايات المتحدة قبل الهجوم ساعد في اعتراض الكم الأكبر من الهجمات قبل وصولها إلى إسرائيل؛ ما ضمن أن الضرر كان في حده الأدنى.

وذكر المقال، أنه ورغم حث الرئيس الأمريكي جو بايدن، إسرائيل على الامتناع عن الانتقام، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا داخلية من شركائه اليمينيين في الائتلاف الحكومي، للتصعيد في غزة وضد إيران ووكلائها.

وأضافت الغارديان تقول: "إن ما يزيد الوضع تعقيدا، وجود ضغوط طويلة الأمد لمواجهة البرنامج النووي الإيراني سريعا، وبموازاة ذلك، ربما تدفع العناصر المتشددة داخل النظام الإيراني نحو اتخاذ موقف أكثر عدوانية؛ ما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بشكل أكبر".

وفي ظل هذا المشهد الإقليمي المحفوف بالمخاطر، ثمة حاجة ملحة لبذل جهود لوقف التصعيد، لا سيما في غزة، وعلى الرغم من دعوات ضبط النفس الصادرة عن شخصيات دولية مثل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التهديد بغزو وشيك لرفح جنوبي القطاع.

ورغم أن العقوبات الأخيرة المفروضة على المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية تمثل خطوة إيجابية، إلا أنه من الضروري اتخاذ المزيد من الإجراءات لتخفيف التوترات.

ووفق "الغارديان"، فإنه يتعين على إسرائيل وشركاء إيران ممارسة الضغوط من أجل ضبط النفس، لا سيما في هذا الوقت الذي انقلبت فيه القواعد والترتيبات القديمة في المنطقة، وبدأت مرحلة جديدة يلفها الغموض وعدم اليقين.

Advertisements