محمد الرخا - دبي - السبت 20 أبريل 2024 08:13 مساءً - تناول تقرير لموقع "المونيتور" الأمريكي الأحداث الأخيرة المحيطة بالهجوم المنسوب لإسرائيل بالقرب من مدينة أصفهان وسط إيران، والذي جاء ردًّا على الهجمات التي شنتها الأخيرة مؤخرًا على إسرائيل.
جاء ذلك في الوقت الذي تؤكد فيه وسائل الإعلام الغربية تورط إسرائيل، تقلل السلطات الإيرانية من أهمية الحدث، وترجع سبب الانفجارات إلى نيران الدفاعات الجوية، ممتنعة عن إلقاء اللوم صراحة على إسرائيل.
وربما كانت محاولة التغاضي عن هجوم أصفهان أكثر وضوحًا في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي"، وهو شخصية متشددة في إيران، أمام المصلين في صلاة الجمعة، وتجنب فيه عمدا الاعتراف بالهجوم. وبدلًا من التطرق إليه، كرر "رئيسي" الإشادة بالهجوم الإيراني السابق على إسرائيل، واصفا إياه بالضروري والمشرف.
وعلى نحو مماثل، نفى المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد التقارير التي تفيد بعقد اجتماع طارئ، فيما اختزلت وسائل الإعلام التابعة للدولة الهجوم إلى مجرد "ضجيج إعلامي" من جانب إسرائيل والغرب، على حد تعبيرها.
وفي الأثناء، أدى قرار إسرائيل عدم تأكيد أو نفي تورطها في هجوم أصفهان، إلى إثارة تكهنات واسعة النطاق بين الإيرانيين.
ومع عدم وجود تأكيد رسمي، قام العديد من الإيرانيين بتحليل مقاطع فيديو مختلفة تظهر الانفجارات، فيما تباينت إلى حد كبير وجهات نظرهم حول الهدف المحدد للهجوم، والمدى المحتمل للضرر الناجم، ونوع الأسلحة المستخدمة.
غير أن بعض المراقبين يفسرون الهجوم الإسرائيلي المزعوم بالقرب من أصفهان بأنه خطوة محسوبة لتقويض قدرات أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، استعدادًا ربما لضربات مستقبلية على المنشآت النووية الإيرانية، إذ يُعتقد أن إسرائيل تقف وراء عمليات تخريب سابقة استهدفت البرنامج النووي الإيراني، الذي يعتبره الإسرائيليون تهديدًا خطيرًا لأمنهم.
ومع ذلك، ينفي مسؤولون إيرانيون التقارير التي تتحدث عن اختراق إسرائيل المجال الجوي الإيراني.
وأشار المتحدث الرسمي باسم المركز الوطني الإيراني للفضاء الإلكتروني حسين دليريان، في منشور عبر حسابه على منصة (إكس)، إلى أن ما تم إسقاطه كان عبارة عن "طائرات رباعية المروحيات"، وزعم أنها انطلقت من داخل الأراضي الإيرانية.
وقد لاقت هذه الحُجة دعما واسعا من العديد من السلطات الحكومية والمشرعين الإيرانيين الذين أكدوا على قدرات القوات الجوية الإيرانية في إحباط الهجمات القادمة من الخارج.
ولكن الارتباك والتناقضات حول تفاصيل الهجوم، أثارت سخرية العديد من النقاد والمعارضين على وسأئل التواصل الاجتماعي. فقد أشار بعضهم إلى أن السلطات الإيرانية ليس لديها أدنى فكرة عن الزاوية التي ضربت منها، مسلطين الضوء بهذا الشأن على كيفية قيام إسرائيل بمهمتها دون أن تثير أي ضجة.
وفي تفسيره للموقف الإيراني الذي قلل من شأن الهجوم الإسرائيلي، ترى "المونيتور" أن الاعتراف بأي أضرار كبيرة من جراء الهجوم، كان سيلزم إيران بالرد، ما سيؤدي إلى دخولها في دائرة من الانتقام مع إسرائيل، وهو ما تحاول طهران تفاديه الآن.