محمد الرخا - دبي - الأربعاء 17 أبريل 2024 01:10 صباحاً - سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على التناقض الصارخ في الدعم الغربي بين أوكرانيا وإسرائيل في مواجهة الهجمات الجوية.
وذكرت أنه بينما تتلقى إسرائيل المساعدة العاجلة والكبيرة من الحلفاء الغربيين، يُقابل نداء أوكرانيا للحصول على مساعدة مماثلة لمواجهة الهجمات الجوية الروسية بالتأخير والتردد.
وتقول كييف إن الغرب لم يساعدها في التصدي للهجمات الروسية، كما يفعل لإسرائيل عندما اعترضت القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية الصواريخ والمسيرات الإيرانية، التي كانت في طريقها لقصف أهداف إسرائيلية.
أخبار ذات صلة
خبراء: طلب أوكرانيا بالدفاع عنها مثل إسرائيل "أحلام يصعب تحقيقها"
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي أنهكت هجمات المسيرات الروسية كل ليلة الدفاعات الجوية الأوكرانية في الشرق، أثار رد فعل الحلفاء الغربيين على الهجوم الجوي الإيراني الأخير على إسرائيل مقارنات "لا تبعث على الارتياح"، بحد تعبيرها.
وأكدت أن الدعم الغربي الكبير لإسرائيل يتناقض بشكل حاد مع الوضع في أوكرانيا، التي تشهد هجمات جوية مماثلة أسبوعيا، تنفذها طائرات مسيرة صممتها إيران، وتنتجها روسيا في الوقت الراهن.
منذ بداية العام، أطلقت روسيا وابلاً من ألف صاروخ، و2800 طائرة دون طيار، و7 آلاف قنبلة جوية موجهة على أوكرانيا
صحيفة "نيويورك تايمز"
ومنذ بداية العام، أطلقت روسيا وابلاً من ألف صاروخ، و2800 طائرة دون طيار، و7 آلاف قنبلة جوية موجهة على أوكرانيا، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
ورغم بعض الدعم من حلفاء مثل الولايات المتحدة، يقول المسؤولون الأوكرانيون إن المساعدات المقدمة غير كافية لمواجهة التهديدات الروسية.
فيما يعرب الأوكرانيون، خاصة في مدن مثل خاركيف، حيث تنطلق إنذارات الغارات الجوية كل ليلة، عن إحباطهم وخيبة أملهم تجاه التفاوت في الدعم الدولي بين أوكرانيا وإسرائيل.
أخبار ذات صلة
ما هو نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "آرو3" الذي برز في التصعيد الأخير؟
وأوضحت الصحيفة أنه رغم نداءات أوكرانيا المستمرة للحصول على أدوات لمساعدتها في الدفاع عن مجالها الجوي ضد الصواريخ الروسية، إلا أن تسليم أنظمة الدفاع الجوي الأساسية واجه تأخيرات.
ولفتت إلى أنه تم تأجيل وصول أنظمة صواريخ "باتريوت"، المعروفة بفاعليتها ضد الصواريخ الباليستية، حتى ربيع عام 2023.
وتطرقت إلى تردد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في البداية بقبول طلب كييف الحصول على طائرات مقاتلة من طراز "F-16"؛ خشية تصاعد التوترات مع روسيا.
وبيّنت أنه حتى بعد موافقة الإدارة الأمريكية على ذلك أخيرًا، لا يزال الطيارون الأوكرانيون يخضعون للتدريب على مقاتلات الـ"F-16"، ومن غير المتوقع أن تصبح الطائرات جاهزة للعمل قبل الصيف.
أخبار ذات صلة
إسرائيل تبحث عن "مكسب ثمين" في تأخير ردها على إيران
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أهمية الطائرات المقاتلة في الدفاع الجوي، مستشهدًا بدورها في الدفاع عن إسرائيل كدليل.
وقال: "إن الرد على الهجوم الإيراني كان دليلا واضحا على أن العالم لديه كل ما هو ضروري لوقف أي صواريخ وطائرات مسيرة وغيرها من أشكال الإرهاب"، بحسب تعبيره.
بدوره، شدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون على دعم بلاده القوي لأوكرانيا، بما في ذلك تدريب القوات وتزويدها بالأسلحة المتقدمة، مؤكدًا أن بريطانيا تمتنع عن إسقاط مسيرات روسية فوق أوكرانيا لمنع المزيد من التصعيد، وتجنب الاشتباك المباشر بين قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" والقوات الروسية، الأمر الذي قد يؤدي إلى صراع أوسع في أوروبا.
وتُعدّ الولايات المتحدة المورد الرئيسي لذخائر أنظمة الدفاع الجوي الأكثر فاعلية في أوكرانيا، إلا أن الكونغرس لم يوافق على المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذُ تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وتُعاني الدفاعات الجوية الأوكرانية من استنزاف خطير؛ ما سمح لروسيا بالتقدم على الخطوط الأمامية، واستهداف البنية التحتية للطاقة، وإلحاق خسائر أكبر في صفوف المدنيين، وفقًا للصحيفة.