الارشيف / عرب وعالم

وول ستريت جورنال: قادة الحرب في إسرائيل لا يثق بعضهم ببعض

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 16 أبريل 2024 07:06 مساءً - قال تقريرأمريكي، إنه بعد مرور 6 أشهر على الحرب في غزة، أصبح الرأي العام الإسرائيلي منقسمًا بشدة حول كيفية تحقيق النصر في الحرب ضد حماس، وهو ما زاد الطين بلة داخل مجلس الحرب الإسرائيلي.

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الضغائن والخلافات المستمرة بين أعضاء هذا مجلس منذ فترة طويلة حول طريقة محاربة "حماس" أدت إلى حدوث توتر في العلاقات بين صنّاع القرار في إسرائيل في زمن الحرب خاصة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والرئيس السابق للجيش الإسرائيلي، بيني غانتس.

ويشدد التقريرعلى وجود خلافات بين المسؤولين الثلاثة حول القرارات الكبرى التي يتعيّن عليهم اتخاذها والمتعلقة بكيفية القيام بشن حملة عسكرية حاسمة، وتحرير الرهائن الإسرائيليين، وحكم قطاع غزة ما بعد الحرب.

أخبار ذات صلة

"يسرائيل هيوم": 4 ملفات عالقة ستحدد مستقبل إسرائيل في المنطقة

وأضافت الصحيفة أنه يتعيّن، الآن، على المسؤولين في حكومة الحرب أيضًا اتخاذ أحد أكبر القرارات التي واجهتها البلاد على الإطلاق، وهو كيفية الرد على أول هجوم مباشر لإيران على الأراضي الإسرائيلية.

وتشدد الصحيفة على أن صراع هؤلاء المسؤولين الثلاثة على السلطة سيؤثر على تحول الحرب في غزة إلى معركة إقليمية أكبر مع إيران والتي من شأنها أن تغيّر النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط، وتشكل علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة لعقود من الزمن."

انعدام الثقة

نقلت الصحيفة عن جيورا إيلاند، الجنرال الإسرائيلي السابق ومستشار الأمن القومي قوله "إن انعدام الثقة بين هؤلاء الأشخاص الثلاثة بات واضحًا للغاية وبالغ الأهمية".

وترى الصحيفة أن نتنياهو الذي يعتبر رئيس الوزراء الأطول عمرًا في منصبه في إسرائيل يحاول بشكل متزايد إدارة حرب غزة بنفسه، في حين يُنظر إلى غالانت وغانتس على نطاق واسع على أنهما يحاولان استبعاد نتنياهو من اتخاذ القرارات.

وأشار التقرير إلى أن غانتس، الجنرال الذي قاد حرب إسرائيل الكبرى الأخيرة ضد حماس قبل عقد من الزمن، أعرب، في السابق، عن رغبته في الإطاحة بنتنياهو كرئيس للوزراء.

أخبار ذات صلة

قد يطال سوريا وحزب الله.. مصادر تكشف طبيعة رد إسرائيل على هجوم إيران

ودعا غانتس، في وقت سابق، من هذا الشهر إلى إجراء انتخابات مبكرة، في سبتمبر/أيلول، بعد أن تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين ضد طريقة تعامل رئيس الوزراء مع الحرب، في إشارة إلى أن قاعدة غانتس أصبحت محبطة بسبب دوره في الحكومة التي يقودها نتنياهو.

وأضافت الصحيفة أن أعضاء حكومة الحرب الثلاثة اجتمعوا، بشكل يومي، مع بعضهم منذ الهجوم الذي شنته إيران، يوم السبت، على إسرائيل وتعهدوا بالرد على هذا الهجوم لكنهم تركوا الغموض يلف توقيت وحجم وموقع الرد غامضًا.

خلافات حول توقيت وحجم الرد على إيران

وأفادت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين الثلاثة يواجهون تحديًا يتمثل في تصميم رد إسرائيلي يوازن بين أهدافهم المتمثلة في ردع إيران، وتجنب حرب إقليمية، وعدم تنفير الولايات المتحدة والدول العربية المشاركة في صد الضربة الإيرانية.

وحث الرئيس بايدن الإسرائيليين على توخي الحذر في أي ردٍ، واستبعد تورط الولايات المتحدة في أي ضربة إسرائيلية على الأراضي الإيرانية.

ونقلت الصحيفة عن راز زيمت، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب قوله: "إن خطر حدوث سوء التقدير مرتفع للغاية" مضيفًا: "نحن في بداية مرحلة خطيرة للغاية في الصراع الإيراني الإسرائيلي”.

وشددت الصحيفة على أن غالانت يعتبر الشخصية الأكثر تشددًا بين مسؤولي حكومة الحرب الثلاثة.

ودعا غالانت في بداية الحرب، إلى توجيه ضربة وقائية إلى ميليشيا حزب الله، حليف إيران اللبناني، لكنه أيضًا حريص على التحالف مع الولايات المتحدة.

أخبار ذات صلة

انفجار "مسيرتين مسلحتين" انطلقتا من لبنان شمالي إسرائيل

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين قولهم إن نتنياهو ظل يُخفي عن غالانت وغانتس القرارات الرئيسة التي سيتخذها .

وفي هذا الصدد تقول الصحيفة: "في محاولة للسيطرة على المواد الغذائية والإمدادات التي تدخل إلى غزة فكَّر نتنياهو بتعيين مسؤول يقدم تقاريره بشكل مباشر إلى مكتبه متجاوزًا وزير الدفاع، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون مطلعون على الأمر.

ونقلت الصحيفة عن أمير أفيفي، مؤسس منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، قوله: “من الصعب جدًا على رئيس الوزراء أن يطلق العنان للجيش لفعل ما يريد خاصة إذا لم يكن وزير الدفاع متحالفًا معه”، وشدد على أن “هذا الافتقار إلى التوافق يجعل الأمور بالنسبة لنتنياهو صعبة للغاية”.

وأشارت إلى أن التنافس بين مسؤولي حكومة الحرب الثلاثة يعود لسنوات.

وخاض غانتس الانتخابات ضد نتنياهو في 5 انتخابات وصفها المحللون السياسيون بأنها من أسوأ الانتخابات التي شهدتها البلاد على الإطلاق.

وفي العام الماضي، حاول نتنياهو إقالة غالانت، الذي أخبر المقربين منه أن سياسات رئيس الوزراء السابقة في غزة كانت فاشلة.

وذكرت الصحيفة أن استطلاعات الرأي تُظهر أن غانتس هو الزعيم الأكثر شعبية في إسرائيل.

ويحاول أشخاص مقربون من غانتس إقناع أعضاء ائتلاف نتنياهو وحزبه بمغادرة الحكومة، وإجبار رئيس الوزراء على التنحي عن السلطة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

وتقول الصحيفة إن من شأن هذا الأمر أن يدعم غانتس باعتباره السياسي الأكثر احتمالاً ليحل محل نتنياهو.

وأردفت: "لقد حاول غانتس وفشل عدة مرات في الإطاحة بنتنياهو، وهو سياسي ذكي يُعرف داخل إسرائيل باسم "الساحر" لقدرته على الهروب من المشاكل السياسية."

أخبار ذات صلة

مسؤول يمني: إيران نجحت إعلاميا وفشلت عسكريا في ردها على إسرائيل

وتابعت: "بعد أن تم الآن إضعاف نتنياهو سياسيًا بسبب الحرب، فإن الأمر يشكل اختبارًا إذا ما كان غانتس، وربما حتى غالانت، قادرين أخيرًا على إنهاء عقد ونصف من هيمنة نتنياهو السياسية."

وتقول الصحيفة إن نتنياهو تعرض لضغوط من الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه، منذ محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة في وقت سابق من هذا الشهر، حيث هدد أعضاء من الائتلاف، مؤخرًا، بتمزيق الحكومة إذا تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب دون القضاء على جيش حماس.

كما يضغط هذا الجناح اليميني أيضًا من أجل القيام برد فعل دراماتيكي على إيران.

خلافات حول "اليوم التالي" في غزة

وتشدد الصحيفة على أن المسؤولين الثلاثة في حكومة الحرب الإسرائيلية لديهم أفكار مختلفة حول غزة ما بعد الحرب.

وقال نتنياهو إن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بشكلها الحالي يجب ألا تلعب أي دور، ويركز على عمل الجيش الإسرائيلي مع القادة المحليين.

ويقول الفلسطينيون إن خطة نتنياهو ترقى إلى مستوى الاحتلال، وهو أمر يقول إنه يعارضه.

في المقابل يرى وزير الدفاع أن إدارة الفلسطينيين المرتبطين بالسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية للقطاع هي الخيار الأفضل.

ويقول أشخاص مقربون من غالانت إنه صرح في اجتماعات سابقة أنه يفضل الفوضى في غزة على تولّي الجنود الإسرائيليين السيطرة في القطاع في اليوم التالي للحرب.

أخبار ذات صلة

"واللا": غزة لا تزال الساحة الرئيسة للجيش الإسرائيلي

وفي الشهر الماضي، ألغى نتنياهو رحلة لكبار مساعديه إلى واشنطن احتجاجًا على قرار الولايات المتحدة بعدم استخدام حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار.

ومع ذلك فقد مضى غالانت قُدمًا في زيارة لم يتم تنسيقها مع رئيس الوزراء.

كما شددت الصحيفة على وجود خلافات بين المسؤولين الثلاثة حول كيفية تحرير الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

ودعا غانتس، علنًا، إلى التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراحهم، قائلاً إن حياتهم معرضة للخط فيما شدد نتنياهو وجالانت على أن الضغط العسكري إلى جانب المفاوضات هو وحده الذي سيؤدي إلى إطلاق سراحهم.

في المقابل تقول الصحيفة إن نتنياهو يسيطر على فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن الرهائن، بقيادة رئيس المخابرات الإسرائيلية.

وبينما تحدث رئيس الوزراء علنًا عن صفقة، فإنه اتخذ في بعض الأحيان موقفًا متشددًا بشأن الشروط.

وتشدد الصحيفة على أن الجهود الأمريكية للتوسط في هدنة مؤقتة قد تعقدت، الأسبوع الماضي، بسبب الغارات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل 3 من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

سنوات من الخلاف الشخصي

وتقول الصحيفة إن التوتر الشخصي بين القيادة الإسرائيلية يعود إلى أكثر من عقد من الزمن.

وفي العام 2010، رشحت حكومة نتنياهو غالانت، وهو من قدامى المحاربين في القوات المسلحة ليصبح قائدًا للجيش.

وبعد الإعلان عن الترشيح، تم الكشف عن وثائق تزعم أن غالانت قام بتنظيم حملة تشهير ضد المتنافسين الآخرين لهذا المنصب، بما في ذلك غانتس، وفقًا لتقرير لاحق صادر عن هيئة تنظيمية حول هذه المسألة.

وتولّى غانتس قيادة الجيش، بين عامي 2011 و2015، وهي الفترة التي قاد خلالها عمليتين كبيرتين ضد حماس، واستخدم لاحقًا ذلك لبدء مهنة سياسية، وأنشأ حزبًا جديدًا، العام 2019، حوله إلى المنافس السياسي الرئيس لنتنياهو.

وتقول الصحيفة إنه لم تسفر 3 انتخابات في غضون عام واحد عن فوز واضح لغانتس أو نتنياهو. وفي العام 2020، اتفق الاثنان على الانضمام إلى ائتلاف حكومي يتم بموجبه تناوب منصب رئيس الوزراء لإنهاء فترة سياسية مزعزعة للاستقرار لكن هذه التجربة انتهت في غضون عام.

واتَّهم غانتس نتنياهو بمنعه من تولّي رئاسة الوزراء فيما أعلن نتنياهو أنه لا يستطيع إدارة حكومة تعمل مع غانتس.

أخبار ذات صلة

"مرمرة 2".. أسطول تركي جديد ينطلق نحو قطاع غزة الإثنين

أما غالانت، فبعد تحوله إلى صناعة النفط والغاز بعد مسيرته العسكرية، قرر، في العام 2014، الدخول في السياسة.

وتشدد الصحيفة على أن تصدعات ظهرت في حكومة الحرب بعد أن تباطأت الحرب الخاطفة الإسرائيلية ضد حماس في غزة، وتزايدت كلفتها الإنسانية.

واختلف نتنياهو علنًا مع بايدن، لكن غالانت تحدث بانتظام مع وزير الدفاع لويد أوستن.

وتشدد الصحيفة على أنه بعد فترة وجيزة من بدء الحرب تعهد نتنياهو بأن تحقق إسرائيل “النصر الكامل” على حماس ، هدف تقول الصحيفة إنه ثبت أنه بعيد المنال.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه وحتى لو اختار غانتس مغادرة الحكومة، سيتعين على 5 أعضاء على الأقل من حزب الليكود بزعامة نتنياهو، أو أحد شركائه في الائتلاف، الانسحاب أيضًا، لانهيار أغلبية رئيس الوزراء البالغة 64 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدًا، وهو ما سيترك لنتنياهو مجالاً للمناورة.

وفي هذا الصدد يقول عوفر شيلح، النائب السابق والمحلل العسكري في معهد دراسات الأمن القومي إن " أهم شيء بالنسبة لنتنياهو هو بقاؤه السياسي، فكلما طال أمد هذا الوضع الحالي زادت فرصه في البقاء رئيسًا للوزراء”.

Advertisements