محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 16 أبريل 2024 12:03 صباحاً - سلطت دراسة حديثة نشرت في مجلة "ديفلوبمنتال ساينس" الضوء على العلاقة بين حساسية الأم واستجابات دماغ الرضيع للوجوه السعيدة، بحسب موقع "ساي بوست".
وأشارت الدراسة إلى أن الرضّع الذين تتعامل أمهاتهم معهم بشكل أكثر حساسية أثناء اللعب يميلون إلى زيادة نشاط الدماغ عندما يقابلون وجوهًا سعيدة.
وخلصت نتائج الدراسة إلى العلاقة بين تجارب تقديم الرعاية المبكرة والكفاءات العاطفية والاجتماعية اللاحقة.
وقالت مؤلفة الدراسة جيسي ستيرن، وهي عالمة أبحاث في جامعة فيرجينيا: "نحن نعلم أن تجارب الأبوة والأمومة القاسية يمكن أن تكون لها آثار طويلة المدى على نمو دماغ الرضع، لكننا أردنا أن نرى ما إذا كانت الجوانب الإيجابية للتربية - مثل الاستجابة بحساسية لاحتياجات الرضع - قد تكون مرتبطة بكيفية عمل الدماغ في الأشهر الأولى من الحياة".
ولغرض الدراسة، جمع الباحثون بيانات من عينة مكونة من 95 زوجًا من الأمهات والرضع في مرحلتين رئيسيتين للنمو، وهي عمر الرضع عند 5 أشهر و7 أشهر.
وطُلب من الأمهات المشاركة في جلسة لعب حر مع أطفالهن الرضع. خلال هذه الجلسة، تفاعلت الأمهات مع أطفالهن كما يفعلن عادةً، باستخدام مجموعة من الألعاب والكتب الموحدة التي قدمها الباحثون.
ومن خلال تسجيل سلوكيات كل من الأمهات والرضّع باستخدام مقاييس حساسية أينسوورث، وهي مقاييس ثابتة في علم النفس التنموي، شاهد المبرمجون المدربون على هذه المقاييس تسجيلات الفيديو لجلسات اللعب الحر، وخصصوا درجات تعكس حساسية كل أم وتعاونها مع طفلها الرضيع.
وقالت ستيرن: "ما وجدناه هو أن الرضّع الذين كانت أمهاتهم أكثر حساسية واستجابة أثناء اللعب أظهروا نشاطًا دماغيًا أكبر استجابةً للوجوه السعيدة، خاصة في القشرة الجبهية الظهرية الوحشية، وهي منطقة من الدماغ تشارك في ضبط النفس وإدارة العواطف
وترى ستيرن أن هذه التفاعلات الإيجابية مع الوالدين في وقت مبكر من الحياة قد تكون مهمة للنمو الصحي للعقل الاجتماعي."
والمثير للاهتمام أن الباحثين لم يجدوا نشاطاً مماثلا في الدماغ استجابة للوجوه الغاضبة أو الخائفة المرتبطة بحساسية الأم، بحسب الموقع.
وهذا يعني أن تقديم الرعاية المبكرة قد يكون له تأثير خاص في تشكيل كيفية استجابة الرضع للإشارات الاجتماعية الإيجابية، التي يمكن أن تكون لها آثار على تنمية المهارات الاجتماعية والمرونة العاطفية في وقت لاحق من الحياة.
وأردفت مؤلفة الدراسة ستيرن: "ما نعتقد أنه يحدث هو أن الرعاية الحساسة قد تضبط الدماغ لالتقاط المشاعر الإيجابية مثل السعادة، والتي تكون مجزية اجتماعيًا."
وأشارت الدراسة إلى أن البيئة العاطفية المبكرة يمكن أن تشكّل بنية الدماغ بطرق تدعم التفاعلات الاجتماعية الإيجابية والصحة العاطفية.