محمد الرخا - دبي - الاثنين 15 أبريل 2024 09:03 مساءً - أظهرت حبيبات كربون صممها باحثون في جامعة كوليدج لندن (UCL) قدرة على التخفيف من بكتيريا الأمعاء الضارة والالتهابات؛ ما يوفر بصيص أمل في مكافحة تليف الكبد والمضاعفات الصحية المرتبطة به، بحسب تقرير لموقع (Medical Xpress).
وذكر الموقع أن البحث أظهر فعالية حبيبات الكربون هذه في استعادة توازن الميكروبيوم في الأمعاء، إضافة إلى تأثيرها الإيجابي على وظائف الكبد والكلى والدماغ في الدراسات التي أجريت على الفئران.
والأهم من ذلك، بحسب الموقع، أن نتائج البحث تشير إلى سلامة حبيبات الكربون هذه للتطبيقات البشرية المحتملة.
وتأتي نتائج هذا البحث في وقت حرج، حيث يعاني ما يقرب من 100 مليون فرد في جميع أنحاء العالم من تليف الكبد، وهي حالة تتفاقم بسبب انتشار بكتيريا الأمعاء الضارة وما يترتب على ذلك من التهابات.
رسم توضيحي لكبد سليم وآخر مصاب بالتليفniddk.nih.gov
وسلط المؤلف الرئيسي للبحث، البروفيسور راجيف جالان، الضوء على التأثير العميق لميكروبيوم الأمعاء على الصحة العامة.
وقال جالان إن: "اختلال التوازن الدقيق لميكروبيوم الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى تكاثر البكتيريا الضارة، والتي بدورها تؤدي إلى الالتهاب وتضر بصحة الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى والدماغ".
وتحدث كذلك عن الدور الضار للسموم الداخلية، والأيض السام، والسيتوكينات في تفاقم التهاب الأمعاء وبالتالي تفاقم تلف الكبد، وهي السمة المميزة لتليف الكبد.
تقليديا، تم استخدام المضادات الحيوية للحد من انتشار البكتيريا الضارة في مرضى تليف الكبد، وإن كان ذلك مع مخاوف بشأن مقاومة المضادات الحيوية ومحدودية فعاليتها، وخاصة في مراحل المرض المتقدمة.
ولمعالجة هذه الفجوة العلاجية، قام الباحثون بتطوير حبيبات كربون ذات بنية مجهرية فريدة من نوعها مصممة لامتصاص مجموعة من الجزيئات داخل الأمعاء.
وفي الدراسة قبل السريرية، أظهرت هذه الحبيبات الكربونية فعالية ملحوظة في استعادة صحة الأمعاء، وتخفيف تندب وإصابات الكبد في النماذج الحيوانية لتليف الكبد.
كما أظهرت إمكانية تقليل معدل الوفيات في الحيوانات التي تعاني من فشل الكبد الحاد المزمن (ACLF)، وهو أحد المضاعفات الشديدة لتليف الكبد.
ومهدت النتائج الواعدة للدراسات ما قبل السريرية الطريق أمام التجارب البشرية، حيث كشفت تقييمات السلامة الأولية التي أجريت على 28 مريضًا مصابًا بالتليف الكبدي عن آثار جانبية لا تذكر.
وإذا تمت ترجمة هذه الفوائد إلى البشر، فإن حبيبات الكربون تحمل وعدًا هائلًا كتدخل لعلاج أمراض الكبد وغيرها من الحالات الناجمة عن صحة ميكروبيوم الأمعاء.
وأعرب البروفيسور جالان عن تفاؤله بشأن مسار هذا المسعى البحثي، متوقعًا الموافقة على التطبيق السريري لحبيبات الكربون في علاج أمراض الكبد في المستقبل المنظور.