محمد الرخا - دبي - السبت 30 مارس 2024 03:02 مساءً - محمد حامد
يمثّل وجود امرأة في منصب نائب الرئيس، في ملف الترشح للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، "فرس رهان" وسبيلاً مهمًا للمرشح للمنصب الرئاسي في استحقاق نوفمبر المقبل، في سبيل حصد أصوات الناخبين، وفق ما يؤكده متابعون.
ويقول محللون لـ "الخليج 365" إنّ هناك عدة اعتبارات وحقائق تفسر هذا الاختيار سواء صدر عن مرشح جمهوري أو ديمقراطي أو مستقل.
ويأتي ذلك مع إعلان المرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور، بأن "نيكول شاناهان" ستكون نائبًا له في حالة فوزه بالمنصب الرئاسي، ويتجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب لنفس الأمر، باحتمال اختيار حاكمة ولاية ساوث داكوتا "كريستي نويم" في هذا المنصب، حال عودته للبيت الأبيض.
رهان مستمر
وبالنسبة إلى الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن فإن الرهان مستمر على "امرأة" لمنصب النائب، إذا فاز بالمنصب الرئاسي، بعد أن كان لإعلانه في 2020 ، باختيار "كامالا هاريس" كنائب للرئيس أثر قوي في فوزه، حيث جذب مساحة كبيرة من القاعدة الانتخابية للنساء عبر هذا الإعلان، وهو ما نفذه عقب الفوز بالسباق الرئاسي.
ويفيد التاريخ أن المرأة الأمريكية لم تحصل على حقها في التصويت حتى العام 1920، ولم تتقلد مناصب سياسية عليا إلا في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، وهي ما زالت حتى الساعة تعاني تمييزًا إذا ما أبدت منافسة للرجل فيما يعتبره ميدانًا حكرًا عليه.
وهذا الوضع قائم فيما يخص مجال العمل، حيث تتقاضى المديرات التنفيذيات في الولايات المتحدة رواتب أقل بنسبة 40% مقارنة بالرجل الذي يشغل المنصب نفسه، على الرغم من تمتعها بالخبرة المهنية ذاتها، وذلك على حد قول الباحثة السياسية مرح البقاعي.
ورقة قوية
وشددت البقاعي في تصريحات لـ"الخليج 365" على أن اختيار المرشحين على منصب الرئاسة لـ"سيدة" كنائب للرئيس، لم يصبح عرفًا سياسيًا، ولكنه ورقة قوية لاسيما أن هناك سابقة وهي وصول "هاريس" لمنصب نائب الرئيس مع الحزب الديمقراطي، قائلة إنه سيدفع الحزب الجمهوري ليكون منافسًا للديمقراطيين من خلال أن تكون هناك امرأة على ورقة الانتخابات للمرشح الرئاسي دونالد ترامب.
وأضافت أنّ "هناك أسماء نساء مطروحة بالفعل لهذا المنصب، ولكن هذا ليس كل ما يفكر فيه ترامب الذي يتمسك بشخصية قوية وأصحاب ولاء له، سواء كانوا رجال أو نساء".
وأكدت البقاعي أنه "من الجيد أن يكون هناك مشاركة سياسية للمرأة في أمريكا، وكانت أول من تصل إلى منصب نائب الرئيس هي النائبة الحالية هاريس، ومن المتوقع أن تبقى على بطاقة بايدن عند الترشح، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن مشاركة المرأة سياسيًا بشكل عام مازالت متواضعة في المناصب العليا".
خيار "صائب"
ويرى عضو الحزب الجمهوري وعضو التحالف الأمريكي الشرق أوسطي، د.أشلي أنصارا، أن اختيار سيدة كنائب للرئيس لكل مرشح بالانتخابات الرئاسية، بات من المهم، نظرًا لأن عدد الناخبات أكثر من الناخبين الرجال في الولايات المتحدة، والكثير من النساء يتمسكن بأن يكون لهنّ رأي في الانتخابات، وبلا شك فإن أي مرشح للرئاسة، يفكر في اختيار امرأة كنائب الرئيس".
ولفت أنصارا في تصريحات لـ"الخليج 365" إلى أن تقديم امرأة كنائب للرئيس من جانب المرشحين الثلاثة أمر انتخابي "صائب"، حيث إنّ له عوامل جذب ودعم في التصويت بشكل مباشر، وأيضًا انعكاسات غير مباشرة على ملفات تهم المرأة في الولايات المتحدة، تتعلق بمشاكل الهجرة غير المنظمة، والإجهاض، وحقوق العمل.
وتابع أنّ "المرشحين الثلاثة سواء بايدن أو ترامب أو كيندي، يختارون امرأة كنائب للرئيس، فبايدن لن يترك هاريس، وكيندي اختار شابة عمرها 38 سنة لتكون مرشحة على نفس الورقة، وهناك أكثر من سيدة مرشحة كنائب للرئيس على ورقة ترامب".
وأوضح عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي مهدي عفيفي أن الشعب الأمريكي وجد في العقود الماضية ضرورة لدور قوي للمرأة في السياسة الأمريكية، مضيفًا: "نرى الحزب الديمقراطي ممثلاً في بايدن والجمهوري من خلال ترامب والمرشح المستقل كيندي بدأوا في اختيار نائبة للرئيس، كنوع من إظهار الدعم للسيدات في الولايات المتحدة وما تمثله من قاعدة تصويتية كبرى قد تحدد شخص الرئيس القادم".
وقال عفيفي في تصريحات لـ"الخليج 365": إن "اختيار سيدة كنائب يعد من الأسباب المهمة للفوز بالمنصب الرئاسي في منافسة المرشحين الذين يستهدفون إيجاد صوت نسائي لتمثيل هذه القاعدة العريضة في السباقات الانتخابية".
وتابع أنه "نظرًا لأهمية دور المرأة في المجالات المختلفة والتمثيل السياسي، وجد المرشحون ضرورة أن يشغل منصب نائب الرئيس (سيدة)، حتى يكون هناك تكامل في التواصل مع جميع أطياف المجتمع".