محمد الرخا - دبي - الخميس 28 مارس 2024 08:14 مساءً - تُوفي أحد رموز الموسيقى العربية الأندلسية، عازف البيانو موريس المديوني المولود في الجزائر، عن 95 عامًا في إسرائيل، حيث استقر بعد أن عاش لفترة طويلة في فرنسا، وفق ما ورد عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.
ويُنسب إلى هذا الفنان ابتكار نوع سُمي بـ"البيانو الشرقي"، وهو مزيج موسيقي هجين يجمع بين اللمسات العربية الأندلسية، وإيقاعات السوينغ، والأنغام اللاتينية.
وطوّر "المديوني" هذا النوع عندما كان مراهقًا لدى احتكاكه بالجنود الأمريكيين خلال الحرب العالمية الثانية في مدينة وهران الجزائرية حيث وُلد العام 1928، لأسرة يهودية. وكان عمه سعود المديوني، وهو موسيقي مشهور كان يُكنّى سعود الوهراني.
"حلم الإخوة بين اليهود والعرب"
وقال دوني كونيو، وهو موسيقي وعازف بيانو فرنسي التقى بالمديوني عند تسجيل ألبوم "وهران-وهران" لفرانس برس، "انبهرت، عندما سمعته وهو يعزف عندما كان عمره 83 عامًا، ولم يرتكب أي خطأ في عزفه".
وقال المغني خالد، أحد أشهر نجوم الراي، إن موريس المديوني يمثل "زمنًا لم تكن فيه حرب بين اليهود والعرب، وكنّا نلتقي خلاله لنتشارك ونصنع الموسيقى".
وكان المديوني يكرر، في مقابلاته الأخيرة، إنه يحلم بـ"إعادة الإخوّة بين اليهود والعرب".
وكرّس هذه الحالة داخل "إل غوستو" El Gusto، وهي مجموعة موسيقيين يهود ومسلمين مخضرمين من الجزائر، جُمع شملهم، أخيرًا، بعد أن فرّقتهم الأحداث التاريخية المضطربة. ويتتبع فيلم وثائقي صدر العام 2012، من إخراج صافيناز بوصبايا، مسيرة هذه المجموعة.
سبب انتقاله إلى إسرائيل
استقر موريس المديوني في إسرائيل في نهاية حياته، بعد محاولة أولى فاشلة في العام 1961.
وقال في تصريحات سابقة لصحيفة لوموند الفرنسية: "كانت الجزائر مشتعلة بالنار والدماء. كنت خائفًا على أطفالي ونفسي.. ولم أرغب في المجيء إلى فرنسا لأننا كنا نخشى أن تندلع حرب أهلية هناك.. لكنني لم أتمكن من التأقلم في إسرائيل حينها".
وفي العام 1962، وصل إلى باريس، ولكن بسبب مناخها المتقلب، اختار العيش في مدينة مرسيليا الساحلية في العام 1967. وقال آنذاك: "أردت أن أقترب أكثر من مناخ البحر الأبيض المتوسط الذي كنتُ معتادًا عليه.. افتتحت مشروعًا لبيع الملابس الرجالية مع أخي الأكبر".
وكانت الخياطة المهنة التي تدرّب عليها ومارسها بانتظام طوال حياته، إلى جانب العزف على البيانو الذي بدأه في سن التاسعة.