الخميس 3 نوفمبر 2022 01:10 مساءً - اكتشف العلماء نوعا غامضا من الخلايا المناعية التي تظهر أولا في الرحم. وكان وجود مثل هذه الخلايا في البشر مثار نقاش ساخن في المجتمع العلمي حتى الآن.
واكتشفت هذه الخلايا الغامضة، المعروفة باسم خلايا B-1، لأول مرة في الفئران في الثمانينيات، وفقا لمراجعة نُشرت عام 2018 في مجلة The Journal of Immunology. وتظهر هذه الخلايا في وقت مبكر من نمو الفأر، في الرحم، وتنتج أجساما مضادة مختلفة عند تنشيطها.
وتلتصق بعض هذه الأجسام المضادة بخلايا الفأر وتساعد على إزالة الخلايا الميتة والمحتضرة من الجسم.
وتصنع خلايا B-1 المنشطة أيضا أجساما مضادة تعمل كخط دفاع أول ضد مسببات الأمراض، مثل الفيروسات والبكتيريا.
وبعد اكتشاف خلايا B-1 في الفئران، أفادت مجموعة بحثية في عام 2011 أنهم وجدوا خلايا مكافئة في البشر، لكن لم يتم قبول هذه النتائج كدليل قاطع. و"في ذلك الوقت، كان هناك أخذ ورد… ولم يتفق الجميع مع ملفنا الخاص بخلايا B-1 البشرية"، وفقا للدكتور توماس روثستين، الأستاذ والرئيس المؤسس لقسم الطب الاستقصائي ومدير مركز البيولوجيا المناعية في كلية الطب بجامعة ويسترن ميشيغان هومر سترايكر، والمؤلف الرئيسي للعمل السابق.
والآن، تقدم دراسة جديدة، نُشرت الخميس12 مايو في مجلة Science، دليلا قويا على أن خلايا B-1 تظهر في بداية التطور البشري، خلال الثلث الأول والثاني من الحمل.
وقال روثستين، الذي لم يشارك في البحث الجديد، لموقع "لايف ساينس": "إنه يؤكد ويوسع العمل الذي نشرناه سابقا".
وشرحت الدكتورة نيكول بومغارث، الأستاذة في مركز UC Davis لعلم المناعة والأمراض المعدية، والتي لم تشارك في الدراسة الجديدة: "أعتقد أن هذه هي البيانات الأكثر حسما حتى الآن"، التي تدعم فكرة أن البشر يحملون خلايا B-1. من الناحية النظرية، وقد تلعب هذه الخلايا أدوارا حاسمة في التطور المبكر، ومن خلال دراستها بشكل أكبر. يمكن للعلماء تحسين فهمهم لما يبدو عليه تطور نظام المناعة الصحي لدى البشر، حسبما صرحت بومغارث لـ "لايف ساينس".
ونُشرت الدراسة الجديدة جنبا إلى جنب مع ثلاث دراسات أخرى أجراها اتحاد أطلس الخلايا البشرية (HCA)، وهو مجموعة بحثية دولية تعمل على تحديد موقع ووظيفة وخصائص كل نوع من الخلايا في جسم الإنسان. وتشتمل الدراسات الأربع معا، التي نُشرت جميعها في 12 مايو في مجلة Science، على تحليلات لأكثر من مليون خلية بشرية، تمثل أكثر من 500 نوع مختلف من الخلايا مأخوذة من أكثر من 30 نسيجا مختلفا.
وللمساعدة على بناء هذا الأطلس لجسم الإنسان، ركزت تيشمان وزملاؤها مؤخرا جهودهم على الخلايا المناعية، وعلى وجه الخصوص، الخلايا المناعية التي تظهر أثناء التطور البشري المبكر. ومن خلال هذا العمل اكتشفوا دليلا على وجود خلايا B-1 البشرية. وقالت تيشمان خلال إفادة صحفية في 10 مايو: "ما نظهره هو أنها موجودة بالفعل في البشر".
ومن خلال هذا التحليل التفصيلي، اكتشف الفريق خلايا تطابق وصف خلايا B-1 الموجودة في الفئران، من حيث سماتها وتوقيت ظهورها.
وأوضح روثستين: "في نظام الفئران، تظهر خلايا B-1 مبكرا - تظهر أولا". ثم يظهر نوع مختلف من الخلايا المناعية، يُطلق عليه بشكل مناسب B-2، بعد خلايا B-1 الأولى ويصبح في النهاية الشكل الأكثر وفرة من الخلايا البائية في الفأر. وتشير الدراسة الجديدة إلى أن شيئا مشابها يحدث عند البشر، حيث تنشأ خلايا B-1 وتكون أكثر وفرة في التطور المبكر.
وقالت الدكتورة بومغارث: "عندما تفكر في نمو الجنين، بشكل عام، هناك إعادة تشكيل ضخمة للأنسجة تحدث طوال الوقت". على سبيل المثال، يقوم البشر في البداية بتطوير حزام بين أصابعهم، ولكن يتم قص هذا الشريط مرة أخرى قبل الولادة. وقالت إنه من المحتمل أن خلايا B-1 تساعد في توجيه مثل هذا التشذيب في الأنسجة أثناء التطور، لكن "هذه تكهنات من جانبي".
وبالإضافة إلى نحت الأنسجة، قد توفر خلايا B-1 مستوى معينا من الحماية المناعية ضد مسببات الأمراض الصغيرة بما يكفي لعبور حاجز المشيمة، كما توضح بومغارث، مشيرة إلى أنه هذا يظل مجرد تكهنات.
وأكد روثستين أن الدراسة الجديدة توسع فهمنا لكيفية تطور خلايا B-1 في البداية ويمكن أن تضع الأساس لدراسات مستقبلية حول كيفية عمل الخلايا في وقت لاحق من الحياة.