جروسي يشيد بدور مصر في إنجاح الاتفاق النووي مع إيران: خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح - الخليج الان

وجّه رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الشكر إلى مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي لدورهما المحوري في التوصل إلى اتفاق جديد بين إيران والوكالة، مؤكداً أن القاهرة لعبت دور الوسيط الفاعل الذي أتاح استضافة المحادثات والوصول إلى نتائج عملية.

تصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك

جاءت تصريحات جروسي خلال مؤتمر صحفي عقد بالقاهرة، بمشاركة وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عقب الإعلان عن الاتفاق الذي وُقّع اليوم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال جروسي: "نشكر مصر على استضافتها للمحادثات مع الجانب الإيراني، وهو ما يعكس ثقلها الإقليمي ودورها المسؤول في دعم الاستقرار الدولي"، مضيفاً أن الاتفاق يعد خطوة أساسية في استعادة التعاون بين إيران والوكالة.

استئناف أنشطة التفتيش في إيران

وأوضح المدير العام للوكالة أنه اتفق مع وزير الخارجية الإيراني على الإجراءات العملية لاستئناف أنشطة التفتيش داخل إيران، مشدداً على أن هذه الخطوة تمثل بداية جديدة من شأنها تعزيز الثقة بين الأطراف، والحد من التوترات المتصاعدة في المنطقة.

خطوة إيجابية نحو الاستقرار

وصف جروسي الاتفاق بأنه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، مؤكداً أنه يفتح المجال أمام مواصلة العمل الدبلوماسي لتسوية الخلافات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، ويعزز فرص العودة إلى طاولة المفاوضات.

سياق إقليمي معقد

يأتي هذا الاتفاق في وقت بالغ الحساسية، مع تصاعد التوترات في المنطقة على خلفية الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، واستهداف قادة فلسطينيين في العاصمة القطرية الدوحة. ويُنظر إلى استئناف التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية كإشارة إيجابية يمكن أن تساهم في خفض التصعيد وإعادة فتح قنوات الحوار.

حيث قام الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع جهاز "الشاباك"، بشن غارة استهدفت مقراً سكنياً في العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء.

أسفرت العملية عن مقتل همام الحية (نجل القيادي خليل الحية) وجهاد لبد (مدير مكتب الحية)، بينما لم يُصب أي من قيادات حماس البارزين الذين كانوا هدفاً للعملية.

ردود الفعل العربية

قطر: أدانت الهجوم واعتبرته "اعتداءً جباناً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً خطيراً لأمن القطريين والمقيمين".

مصر: أدانت بشدة الهجوم، واعتبرته "سابقة خطيرة وتقويضاً لجهود الوساطة"، مؤكدة تضامنها مع قطر.

السعودية: استنكرت الهجوم ووصفت إسرائيل بأنها تمعن في "تعدياتها الإجرامية"، مؤكدة وقوفها بجانب قطر.

جامعة الدول العربية: وصفت الهجوم بأنه "اعتداء سافر على السيادة القطرية" وحملت المجتمع الدولي مسؤولية ردع إسرائيل.

حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الهجوم الذي استهدف قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة كان عملية "مستقلة بالكامل"، نفذتها إسرائيل دون أي تدخل خارجي.

وقال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه: "العملية التي نفذت اليوم ضد كبار قادة حماس الإرهابيين كانت عملية إسرائيلية مستقلة بالكامل. إسرائيل بادرت إليها، إسرائيل نفذتها، وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عنها"، مشيراً إلى أنها جاءت في إطار الرد على دور هؤلاء القادة في إدارة الحرب ضد إسرائيل.

من جانبها، أعلنت الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع جهاز "الشاباك" عن تنفيذ ضربة جوية دقيقة ضد ما وصفته بـ"القيادة الحمساوية في الخارج"، مؤكداً أن المستهدفين "قادوا أنشطة حماس لسنوات طويلة، ويتحملون المسؤولية المباشرة عن هجمات السابع من أكتوبر، إضافة إلى إدارة المعارك ضد إسرائيل منذ ذلك التاريخ".

وأضاف البيان أن العملية سبقتها إجراءات لتفادي إصابة المدنيين، شملت استخدام ذخائر عالية الدقة، إلى جانب الاعتماد على معلومات استخباراتية دقيقة قبل التنفيذ.

وكشف المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أن العملية التي جرت في الدوحة حملت اسم "قمة النار"، في إشارة إلى رمزيتها في استهداف قيادات الصف الأول من الحركة.

في المقابل، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين في حركة حماس أن وفد الحركة المشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار بالدوحة نجا من الهجوم، في وقت اعتبر فيه مراقبون أن توقيت العملية يستهدف بالأساس الضغط على مسار المفاوضات الجارية.