عاجل|تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بسبب التعنت الإسرائيلي - الخليج الان

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بسبب التعنت الإسرائيلي وإصرارها على البقاء (عسكريًّا) على مساحة 40% من القطاع. 

إصرار إسرائيلي على احتلال غزة 

وذكر أحد المصادر إن "المفاوضات في الدوحة تواجه انتكاسة وصعوبات معقدة بسبب إصرار إسرائيل، على تقديم خريطة انسحاب، وهي في الواقع خريطة إعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحاباً حقيقياً".

وتواصل إسرائيل خداع العالم والاستمرار في مناوراتها حيث كشف مسؤول فلسطيني إن خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن، تعمدت عرقلت المفاوضات من خلال إرسال وفد إلى الدوحة لا يملك أي سلطة حقيقية لاتخاذ القرارات بشأن نقاط الخلاف الرئيسية.

ومنذ الأحد الماضي، حضر ممثلين إسرائيل وحركة حماس ثماني جولات من المحادثات غير المباشرة في مبان منفصلة في العاصمة القطرية الدوحة.

وتم تسهيل هذه الاجتماعات من قبل رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين كبار في جهاز المخابرات المصرية، وحضرها المبعوث الأمريكي بريت ماكجورك.

ونقل الوسطاء عشرات الرسائل الشفهية والمكتوبة بين وفد حماس والوفد الإسرائيلي الذي ضم مسؤولين عسكريين وأمنيين وسياسيين، لكن مسؤولين فلسطينيين مطلعين على المفاوضات، كشفوا لي BBC إن المناقشات الأخيرة ركزت على اثنتين من هذه القضايا: آلية توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة ومدى الانسحاب العسكري الإسرائيلي.

وتطالب حماس إدخال المساعدات الإنسانية عبر عبر وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.

في المقابل، تقوم إسرائيل بتوزيع المساعدات عبر آلية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة والتي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، وتسببت في إحداث عمليات قتل ممنهجة تم خلالها استهداف المدنيين خلال ذهابهم لحصول على الفتات من المساعدات. 

نقطة الخلاف الرئيسية بين إسرائيل وحماس 

أما أبرز نقطة الخلاف الرئيسية الثانية تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من غزة. وخلال الجولة الخامسة من المحادثات، سلم المفاوضين الإسرائيليين الوسطاء رسالة مكتوبة تفيد بأن إسرائيل ستحافظ على "منطقة عازلة" محدودة داخل غزة يتراوح عمقها بين 1 إلى 1.5 كيلومتر.

ووفق ما كشف عنه مسؤول فلسطيني حضر جولتين على الأقل من المحادثات، اعتبرت حماس هذا الاقتراح نقطة بداية محتملة للتوصل إلى تسوية، وعندما طلبت حماس خريطةً تُحدد مناطق الانسحاب الإسرائيلية المقترحة، وحصلت عليها، ناقضت الوثيقة الرسالة السابقة، مُظهرةً مواقع عسكرية أعمق بكثير. وقيل إن الخريطة تُشير إلى مناطق عازلة يصل عمقها إلى 3 كيلومترات. في مناطق مُعينة، مُؤكدةً استمرار الوجود الإسرائيلي في مساحات شاسعة من الأراضي.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن أنه أصدر تعليماته للجيش بإعداد خطة لبناء مخيم جديد في رفح من شأنه أن يستوعب في البداية نحو 600 ألف فلسطيني - وفي نهاية المطاف كل السكان البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة.

وبحسب الخطة، فإن الفلسطينيين سيخضعون لفحص أمني من قبل القوات الإسرائيلية قبل السماح لهم بالدخول وعدم السماح لهم بالمغادرة.

ومنذ شن إسرائيل عدوانها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 57823 شخصًا وإصابة الآلاف إلى جانب تدمير شبه كامل للمدينة الفلسطينية.