مع تطورات جديدة خطة ترامب المؤلفة من 21 نقطة: هل يستطيع الرئيس الأمريكي إجبار نتنياهو على إنهاء حرب غزة؟، نقدم لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشكل شامل ودقيق عن هذه التطورات ليوم الخميس 25 سبتمبر 2025 08:31 مساءً
قدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ما وصفته مصادر غربية بـخطة من 21 نقطة لوقف الحرب في غزة ولتنظيم شكل الحكم «ما بعد حماس»، ودعا قادة ودولاً عربية وإسلامية لدعم مبادئها ومشاركتهم الفعلية في إدارة وإعمار القطاع بعد الحرب
ماذا تتضمن الخطة؟
قادة حضروا الاجتماع أبدوا ردود فعل إيجابية مشروطة، فيما أعلن ترامب عزمه الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتضان الخطة.
المواد الإعلامية التي نقلت تفاصيل الخطة تحدثت عن مجموعة مبادئ أساسية، أبرزها:
إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين كشرط أولي لوقف دائم لإطلاق النار.
وقف دائم لإطلاق النار يليه انسحاب إسرائيلي مرحلي ومنضبط من كامل قطاع غزة.
إدارة مؤقتة أو إشراف دولي/إقليمي على قطاع غزة خلال مرحلة ما بعد الحرب، مع مشاركة دول عربية وإسلامية في إدارة الخدمات وإعادة الإعمار.
عناصر أمنية لَها طابع متعدد الجنسيات (قوات أو آليات ضمان أمنية) لمنع تجدد سيطرة حماس أو فصائل مسلحة، مع شروط لضمان أمن إسرائيل.
وفي ذات السياق، نجد ان الخطة استُخدمت فيها أفكار سابقة طوّرها أشخاص من محيط ترامب (مثل جاريد كوشنر) ومراجعات لأفكار طرحها سابقاً توني بلير، وفق ما نقلت تغطيات إخبارية.
ردود الفعل الرسمية
جدير بالذكر ان قادة من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان حضروا أو مثلّهم مسؤولون، وأبدى كثير منهم دعمًا مبدئيًا للعملية مع شروط واضحة: عدم ضمّ أجزاء من الضفة الغربية أو غزة، عدم إقامة مستوطنات، الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، وزيادة المساعدات الإنسانية فوراً.
بيان مشترك: قادة سبع دول عبروا عن دعم مشترك لقيادة ترامب في السعي لوقف الحرب وفتح «آفاق للسلام» مع التزامات بالتعاون.
موقف مصر: الرئيس عبد الفتاح السيسي أثنى على «مقترحات ترامب» واعتبرها أساساً يمكن البناء عليه للمضي قدماً نحو هدنة وإعادة إعمار.
إسرائيل: نجد ان رئيس الوزراء نتنياهو كان على علم بالخطة وأن دبلوماسيين إسرائيليين ناقشوا عناصر منها مع مساعدين لترامب، لكن الموقف الرسمي الإسرائيلي النهائي لم يتبلور علنًا.
تصريحات أميركية ومحطات تنفيذية
ومن جابنه صرح ، مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إنّهم «متفائلون وربما واثقون» من إمكانية الإعلان عن «شكل من أشكال الاختراق» خلال الأيام المقبلة، في إشارة إلى جهود وقف النار وتحويل المبادئ إلى اتفاقيات عملية.
تم عقد اجتماعات لاحقة لتحويل مبادئ الخطة إلى إطار عملي، وفق ما نقلته وسائل إعلام عن اجتماعات جمعت المبعوثين الأمريكيين مع وزراء خارجية دول عربية ومسلمين.
هذا وقد أعلن البيت الأبيض عن خطوة لاحقة: لقاء مقبل بين ترامب ونتنياهو في واشنطن لبحث تبنّي إسرائيل للخطة وضمان موافقتها على العناصر الأمنية والسياسية.
قراءة تحليلية: لماذا يقدّم ترامب هذه الورقة الآن؟
ضغط دولي وإقليمي متزايد
لإنهاء نزيف الاقتصاد السياسي للحرب والانعزال الدولي المتزايد لإسرائيل كما وصفه منظرو ترامب دفعا لصياغة عرض يوازن بين مطالب الأمن الإسرائيلية ومطالب العرب بوقف القصف وفتح الملف الإنساني.
استثمار سياسي داخلي وخارجي
لدى ترامب حافزٌ داخلي ودبلوماسي، و إظهار قيادة دولية في ملف مركزي قبل القمة مع نتنياهو، واستعادة دور الوسيط القادر على جمع أطراف إقليمية.
استفادة من شبكة أفكار قديمة
الخطة تجمع أفكارًا أُعدّت من قبل شخصيات مثل جاريد كوشنر وتوني بلير، ما يقلل زمن البناء الذهني ويقدم نسخة «محدثة» قابلة للعرض على الحاضرين.
سيناريوهات متوقعة لزيارة ترامب والضغط على نتنياهو.. ما الذي قد يحدث عمليًا؟
السيناريو الأول — نجاح وسريع (نادر لكنه ممكن)
من الممكن ان يوافق نتنياهو بشرط ضمانات أمنية محددة وتنفيذ مراقبة دولية لانسحاب القوات، تُعلن هدنة تترافق بإطلاق دفعات من الرهائن والبدء الفوري بآلية تمويل عربية لإعادة الإعمار.
لماذا قد يحدث؟ ضغوط إقليمية ودولية على إسرائيل، فضلاً عن حاجة لإظهار إنجاز لصالح الاستقرار الإقليمي، قد تدفع نتنياهو لقَبُولِ حلول وسط تحت ضوابط إقليمية.
السيناريو المتوسط — اتفاق مرحلي ومفاوضات ممتدة (الأرجح)
قبول مبدئي لعناصر عامة (وقف مؤقت/مرحل، إطلاق أسماء من الرهائن مقابل ضمانات أمنية)، لكن بنود الحوكمة والإدارة المؤقتة تحتاج أشهرًا من التفاوض والتفصيل التشغيلي.
لماذا؟ لان الفجوة بين الأولويات الإسرائيلية الأمنية ومطالب الدول العربية الكبيرة (عدم الاستيطان، حماية المسجد الأقصى، تمويل إقليمي) تتطلب وقتًا لترجمتها إلى آليات تنفيذ.
السيناريو السلبي — فشل أو عرقلة من الطرف الإسرائيلي أو الداخلي
رفض نتنياهو أو تحرّكات داخل ائتلافه تُعيق أي تنازل جذري؛ أو استمرار العمليات الميدانية يفضي إلى انهيار جهود الوساطة. في هذه الحالة الخطة قد تُعاد صياغتها أو تُركن، ولا يتغير واقع الحرب.
عقبات رئيسية قد تمنع نجاح الخطة
مقاومة سياسية داخلية لدى نتنياهو أو تشكيل حكومي هش قد يمنع تراجعات ميدانية كبيرة.
شروط عربية صارمة (لا ضمّ، لا مستوطنات، حماية الأقصى) قد تصطدم بمطالب أمنية إسرائيلية حادة.
موقف حماس والفصائل: ما لم تشارك الفصائل الأساسية (أو تُجبر) على التخلي عن السلاح أو القبول باتفاق مؤقت، ستبقى طاولة التسوية مهتزة.
شروط تنفيذية وشفافية التمويل: الدول المانحة ستطلب آليات رقابة واضحة لتفادي الفساد وضمان وصول المساعدات.
ماذا نراقب خلال الساعات/الأيام المقبلة؟
1. نتيجة لقاء ترامب–نتنياهو في البيت الأبيض: موافقة مبدئية، تحفظات، أو رفض قاطع.
2. إعلانات عن آليات تمويل من دول عربية: أي التزام مالي ملموس سيكون بارزاً كدليل على جديّة التطبيق.
3. جداول زمنية لإطلاق سراح الرهائن أو دفعات أولى منها.
4. ردّ حماس والفصائل: قبول الوسيط الدولي أو رفضه سيحدد مسار التنفيذ.
خطة ترامب المعلنة كـ«21 نقطة» هي محاولة واضحة لاستثمار الزخم الدبلوماسي في نيويورك لتقديم مخرج عملي من الحرب، وتُجمع بين عناصر إنسانية (وقف النار وإطلاق الرهائن) وعناصر إقليمية (إدارة دولية أو عربية لإعادة الإعمار) وضمانات أمنية لإسرائيل. نجاحتها ستقع بين القدرة الأميركية على «بيع» الخطة داخلياً وخارجياً، ومستوى استعداد نتنياهو للتنازل من جهة، واستعداد الدول العربية لتقديم تمويل وشرعية دولية من جهة أخرى. الأفق الأرجح هو اتفاق مرحلي يتطور لاحقًا — إلّا إذا نجحت واشنطن في إحراز اختراق حقيقي خلال لقاء البيت الأبيض القادم.
للحصول على تفاصيل إضافية حول خطة ترامب المؤلفة من 21 نقطة: هل يستطيع الرئيس الأمريكي إجبار نتنياهو على إنهاء حرب غزة؟ - الخليج الان وغيره من الأخبار، تابعونا أولًا بأول.