من بين أبرز القرارات التي يتعين على المزارعين في جميع المحافظات المصرية (قبلي وبحري) اتخاذها، تحديد مواعيد زراعة المحاصيل الشتوية، حيث يُعتبر هذا القرار من العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل كبير على الإنتاجية النهائية للمحصول. وقد أكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن التأخر في زراعة المحاصيل أو الزراعة في وقت مبكر قد يؤدي إلى مشكلات تؤثر على الإنتاجية والجودة.

أهمية اختيار التوقيت المناسب لزراعة المحاصيل الشتوية

الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ التابع لمركز البحوث الزراعية، أكد أن توقيت زراعة المحاصيل الشتوية يعد أحد أكثر القرارات حساسية وأهمية في القطاع الزراعي. وأوضح أن تحديد موعد الزراعة المناسب يعتبر بمثابة "مفتاح نجاح الموسم الزراعي بأكمله"، حيث يؤثر بشكل مباشر على صحة المحصول وكفاءته.

وأضاف "فهيم" أن الزراعة المبكرة قد تؤدي إلى تعرض المحاصيل لدرجات حرارة مرتفعة أو إصابتها المبكرة بالأمراض والآفات، في حين أن التأخير في الزراعة يمكن أن يؤدي إلى عدم النمو المثالي للنباتات أو خسارة الموسم بالكامل. وبالتالي، فإن التوقيت غير الصحيح للزراعة قد يضر بالمردود النهائي للمحصول.

تأثير مواعيد الزراعة على الإنتاجية والجودة

وأوضح "فهيم" أن الزراعة في توقيت غير مناسب قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الإنتاجية وجودة المحاصيل، مما يضر بفرص التسويق ويجعل المزارع يواجه صعوبات طوال الموسم الزراعي. وأشار إلى أن حالة الطقس في كل منطقة لها تأثير بالغ على نجاح الزراعة، ولذلك يجب أن يتناسب توقيت الزراعة مع الظروف الجوية الفعلية.

تغيرات المناخ وأثرها على مواعيد الزراعة

أصبح التغير المناخي من أهم العوامل التي تؤثر على تحديد مواعيد الزراعة. وأوضح "فهيم" أن عام 2025 كان أقل حرارة نسبيًا مقارنة بالأعوام السابقة، ولكن هذا لا يعني أن الصيف سينتهي في الموعد الفلكي المحدد في 22 سبتمبر. إذ تظل هناك امتدادات غير طبيعية لبعض المنخفضات الحرارية مثل "الهندي الموسمي" و"السودان الموسمي"، مما يعيق نهاية الصيف بشكل طبيعي.

وأضاف "فهيم" أنه يجب إعادة النظر في مواعيد الزراعة استنادًا إلى التغيرات المناخية الفعلية وليس التقويم الفلكي فقط. لذلك، ينبغي على المزارعين متابعة النماذج المناخية في منطقة الزراعة الخاصة بهم واتخاذ قرارات مناسبة بناءً على الطقس الفعلي.

النصائح والممارسات اللازمة للمزارعين استعدادًا للموسم الشتوي

تحديد مواعيد الزراعة بدقة يتطلب أن يكون المزارع على دراية بتغيرات المناخ وظروف الطقس في منطقته. وإلى جانب ذلك، هناك مجموعة من الإرشادات المهمة التي يجب على المزارعين اتباعها لضمان نجاح المحاصيل الشتوية:

مراقبة الطقس: يجب على المزارعين مراقبة التغيرات المناخية في منطقتهم بشكل دوري، وذلك لضبط مواعيد الزراعة بما يتناسب مع الطقس الفعلي.

إعداد الأرض بشكل مناسب: من الضروري تحضير الأرض وتجهيزها للزراعة بطرق صحيحة لضمان توفير بيئة مناسبة لنمو المحاصيل.

الاستفادة من التقنيات الحديثة: يجب استخدام التقنيات الحديثة مثل النماذج المناخية والاستشعار عن بعد للحصول على تنبؤات دقيقة بشأن الطقس، مما يسهل اتخاذ القرارات الزراعية.

التوقيت الأمثل للزراعة: تحديد التوقيت الأمثل للزراعة يعتمد على نوع المحصول والظروف المناخية السائدة في تلك الفترة، لذلك ينبغي التأكد من توقيت الزراعة بدقة.

القرار في يد المزارع

الدكتور محمد علي فهيم أكد أن القرار النهائي بشأن مواعيد الزراعة هو في يد المزارع. فإذا اتخذ المزارع هذا القرار بشكل صحيح وبالتزامن مع التغيرات المناخية، فإن ذلك سيكون ضمانًا لنجاح الموسم الزراعي وتحقيق أعلى مستويات من الإنتاجية والجودة.