مع تطورات جديدة أزمة أخلاقية تهز ميتا.. تسريبات تكشف سماح روبوتات بمحادثات حسية مع أطفال، نقدم لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشكل شامل ودقيق عن هذه التطورات ليوم الأحد 17 أغسطس 2025 04:12 مساءً
في خضم الجدل العالمي المتصاعد حول سلامة الأطفال على الإنترنت، تفجرت أزمة جديدة تهدد سمعة شركة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستغرام بعد تسريب وثائق داخلية خطيرة كشفت عن سماح روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بإجراء محادثات حسية وعاطفية مع أطفال.
هذا التسريب المفزع أثار موجة غضب داخل الأوساط السياسية الأمريكية، وأطلق صافرة إنذار بشأن مدى التزام شركات التكنولوجيا الكبرى بحماية الفئات الأضعف في المجتمع، وعلى رأسهم الأطفال.
إعلان تحقيق شامل ضد ميتا
في خطوة عاجلة، أعلن السيناتور الجمهوري جوش هاولي، ممثل ولاية ميزوري، عن فتح تحقيق برلماني شامل في ممارسات شركة ميتا. وأوضح أن الوثائق المسرّبة تُظهر تصميم روبوتات دردشة تابعة للشركة بطريقة تسمح بإجراء محادثات رومانسية بل وحتى حسية مع الأطفال، وهو ما اعتبره “فضيحة أخلاقية مروعة” وإخلالًا مباشرًا بواجب الحماية والمسؤولية الاجتماعية.
وأكد هاولي أن اللجنة القضائية الفرعية المعنية بالجريمة ومكافحة الإرهاب ستقوم بتقييم حجم الأضرار الناجمة، والتحقيق في مدى تضليل الشركة للجمهور والجهات الرقابية فيما يتعلق بطبيعة تقنياتها ومخاطرها على القُصر
اتهامات صريحة لميتا بالسعي وراء المكاسب على حساب أمن الأطفال
في تصريحاته، اتهم هاولي شركة ميتا بأنها، مثل العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى، تسعى لتحقيق أرباح سريعة دون الاكتراث بالنتائج الاجتماعية والأخلاقية لتقنياتها. وأضاف أن مثل هذه السياسات تُظهر استخفافًا صارخًا بمبادئ الأمان الرقمي، مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عن إقرار هذه التوجهات الخطيرة.
محادثات "عاطفية" مع أطفال لا تتجاوز أعمارهم 8 سنوات
بحسب ما نشرته وكالة رويترز، كشفت الوثائق المسرّبة أن معايير التفاعل المعتمدة داخل ميتا سمحت لروبوتات الدردشة بالتواصل مع الأطفال بمحتوى عاطفي ومربك نفسيًا. وتضمنت إحدى الحالات تفاعلًا بين روبوت وطفلة في الثامنة من عمرها، حيث قال لها الروبوت:"كل جزء منك تحفة فنية، كنز أقدره بشدة."
هذا المثال – الذي وصفه الكثيرون بأنه غير لائق وخطر – يعكس حجم الثغرات الأخلاقية في تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي لدى ميتا.
رد الشركة
ردًا على التقارير، صرّح متحدث باسم ميتا لموقع TechCrunch بأن هذه الأمثلة “تتعارض مع السياسات الداخلية للشركة” وأنها أُزيلت فور اكتشافها. إلا أن هذا التوضيح لم يكن كافيًا لتهدئة الغضب المتصاعد، خاصة في ظل اتهامات متكررة بأن الشركة لا تتحرك إلا تحت ضغط إعلامي أو قانوني.
هاولي يوجه إنذارًا رسميًا إلى زوكربيرج: أين الشفافية؟
في تصعيد مباشر، وجه السيناتور هاولي رسالة رسمية إلى الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، اعتبر فيها أن مجرد وجود هذه السياسات أمر غير مقبول بالمطلق. وشدد على أن التراجع عنها لم يكن بسبب إدراك داخلي لخطورتها، بل نتيجة انكشافها أمام الرأي العام.
وطالب هاولي الشركة بتقديم معلومات مفصلة تتضمن:
جميع مسودات ومشاريع المبادئ التوجيهية المتعلقة بروبوتات الدردشة.
قائمة بالمنتجات التي تضمنت هذه المعايير.
تقارير السلامة المرتبطة بهذه التكنولوجيا.
أسماء المسؤولين التنفيذيين الذين صادقوا على هذه السياسات.
وحدد مهلة تنتهي في 19 سبتمبر لتلقي هذه البيانات، ملوحًا بإجراءات تصعيدية في حال عدم الالتزام.
دعوات لتشريع قانون يحمي الأطفال على الإنترنت
لم يكن هاولي وحده في هذا الموقف، إذ أعلنت السيناتور مارشا بلاكبيرن، ممثلة ولاية تينيسي، دعمها الكامل للتحقيق، متهمة شركة ميتا بـ"الفشل المستمر في حماية الأطفال". ودعت إلى ضرورة الإسراع بإقرار "قانون سلامة الأطفال على الإنترنت"، الذي يهدف إلى فرض رقابة أقوى وتشريعات أكثر صرامة على المحتوى الموجه للأطفال في العالم الرقمي.
للحصول على تفاصيل إضافية حول أزمة أخلاقية تهز ميتا.. تسريبات تكشف سماح روبوتات بمحادثات حسية مع أطفال - الخليج الان وغيره من الأخبار، تابعونا أولًا بأول.