تعرض الفنان محمد صبحي، صباح اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025، لوعكة صحية مفاجئة أثناء انشغاله بأعمال المونتاج لمسرحيته الجديدة "فارس يكشف المستور"، ما استدعى نقله فوراً إلى أحد المستشفيات في القاهرة.
ووفقاً لمصادر مقرّبة، فقد الفنان الوعي نتيجة إرهاق شديد ناتج عن ضغط العمل المتواصل، وهو ما تم تشخيصه طبياً بـ"الإغماء الوعائي المبهمي" الناجم عن الإجهاد المفرط الذي يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم وتباطؤ مؤقت في معدل ضربات القلب .
وبعد ساعات من المتابعة الطبية، نُقل صبحي إلى وحدة العناية المركزة لإجراء فحوصات دقيقة، حيث أكد شقيقه جمال صبحي – مدير فرقته المسرحية – أنه "في كامل وعيه" وأن حالته "مطمئنة"، مع توقعات بخروجه من المستشفى خلال ساعات بعد استكمال الفحوصات، وبادر الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، بالتواصل مع المستشفى وأكد في تصريحات صحفية  أن "الحالة مستقرة وبخير"

ليست المرة الأولى التي يعاني فيها صبحي من إرهاق شديد، إذ تعرض قبل ثلاثة أشهر لحالة تعب أدت إلى سقوطه على سلّم منزله . وتابع جمهوره على وسائل التواصل الاجتماعي أخباره بقلق، خاصة بعد تصريحات طمأنة من شقيقه جمال التي أكدت أن الفنان "سيعود لعمله قريباً". 

مسيرة نصف قرن

ولد محمد محمود صبحي في 3 مارس 1948 بحي أرض شريف بالقاهرة، في منزل يطلّ على شارع محمد علي الذي عُرف بـ "شارع الفن" لاحتوائه أهم المسارح ودور السينما مثل "سينما الكرنك" و"بارادي الصيفي" .
تخرّج صبحيةمن المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1970 بتقدير امتياز، ورفض العمل معيداً ليهوي في عالم التمثيل بدءاً من أدوار الكومبارس عام 1968 أمام عمالقة مثل فؤاد المهندس ومحمود المليجي .
في 1980، أسس فرقة "ستوديو 80" مع رفيق دربه الكاتب الراحل لينين الرملي، وقدم معه سلسلة مسرحيات أصبحت علامات في التاريخ الفني مثل "الجوكر" و"الهمجي" و"تخاريف"، والتي جعلت النقّاد يرون فيه امتداداً لثنائي نجيب الريحاني وبديع خيري .  

صبحي في الدراما والسينما

اتسعت شهرته عبر التلفزيون بمسلسلات مثل "رحلة المليون" (1984) و"سنبل بعد المليون" في  (التسعينيات)، ثم توّج مسيرته الدرامية بـ"يوميات ونيس" الذي قدّمه في 8 أجزاء بدءاً من 1994، ليتحوّل إلى رمز للأسرة المصرية . 
في السينما، شارك في 26 فيلماً أبرزها "الكرنك" و"علي بيه مظهر" و"أونكل زيزو"، بينما حفر اسمه في المسرح بـ28 عملاً . حصل على لقب "أفضل ممثل يجسد هاملت" من موسوعة جينيس، تقديراً لأدائه المتفرد في مسرحية "هاملت" التي أخرجها بنفسه ، وحتى اليوم، يواصل عطاءه عبر مشاريع مثل "استوديو الممثل" لاكتشاف المواهب الجديدة . 

ارتباطه بالعائلة

ارتبط محمد صبحي طويلاً بالزوجة الراحلة الفنانة نيفين رامز (توفيت 2016) التي أنجب منها ثلاثة أبناء: كريم (مهندس كمبيوتر)، مريم (خريجة تجارة إنجليزية)، وعمر (طبيب بيطري) ، فيما  ظل شقيقه جمال صبحي رفيق دربه الأقرب، إذ يدير فرقته المسرحية ويرافقه في المستشفى خلال الأزمات الصحية .
و خلال احتفالية "50 سنة فن" عام 2020، كرّم عشرات الفنانين الذين شاركوه رحلته، مثل سعاد نصر وجميل راتب وعبلة كامل، في شهادة على مكانته كـ"قائد فني" صارم في العمل، لكنه عطوف في العلاقات الشخصية .