تمتلك إفريقيا احتياطيات نفطية ضخمة، تقدر بمليارات البراميل، ما يجعلها من اللاعبين الأساسيين في سوق الطاقة العالمي.

وتركزت هذه الاحتياطيات في دول مثل نيجيريا، ليبيا، الجزائر، الجابون، وجمهورية الكونغو، والتي تشكل معا العمود الفقري لإنتاج النفط الإفريقي خلال هذا الشهر.

وفق أحدث تقرير صادر عن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) شهدت القارة الإفريقية تغيرات لافته في مستويات إنتاج النفط  خلال يونيو 2025، مع استمرار الاعتماد الكبير على الذهب الأسود كمصدر رئيسي للدخل القومي في العديد من الدول.

وأوضح التقرير أن نيجيريا تصدرت قائمة الدول الإفريقية الأعلى إنتاجا للنفط خلال الشهر، بينما سجلت ليبيا تراجعا ملحوظا، رغم ارتفاع الطلب العالمي وتحسن أسعار الخام.

ووفقاً لـ “أوبك” بلغ إجمالي إنتاج النفط الخام في نيجيريا  خلال يونيو الماضي نحو 1,547 مليون برميل يوميا،  بزيادة قدرها 19 ألف برميل يوميا مقارنة بشهر مايو السابق له ، مما يعزز من دورها ومركزها  كأكبر منتج للنقط في إفريقية ويرتقي بها للصدارة .

وعلي الجانب الأخر ، حصدت ليبيا المركز الثاني في إنتاج النفط ، والذي بلغ 1,280 مليون برميل يوميا، إلا أنها سجلت انخفاضا بلغ 24 ألف برميل عن الشهر السابق، مما يأشر إلى التحديات التي تواجهها  في الحفاظ على استقرار الإنتاج.

وتليها الجزائر، التي حافظت على ترتيبها  في المركز الثالث بإنتاج يومي بلغ 927 ألف برميل، حيث رصدت زيادة ضئيلة قدرها 7 آلاف برميل، في وقت تسعى فيه الجزائر لتعزيز صادراتها النفطية عبر تحسين البنية التحتية ورفع الكفاءة التشغيلية.

وتأتي الكونغو في المركز الرابع  بإنتاج يومي بلغ 256 ألف برميل، دون تأثر في معدل إنتاجها مقارنة بشهر مايو.

وأخيراً ،  حصدت الجابون المركز الخامس بإنتاج بلغ 234 ألف برميل يوميا، بزيادة طفيفة ما عكس استقرارا نسبيا في انتاجها النفطي.

وتأتي هذه الأرقام في ظل انتعاش نسبي في الأسواق العالمية، حيث ارتفع متوسط سعر سلة أوبك المرجعية إلى 69.73 دولارا للبرميل، في حين وصل خام برنت إلى 69.80 دولارا، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 67.33 دولارا، مدفوعا بزيادة الطلب خاصة من الأسواق الأوروبية والآسيوية.

وفي ظل التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة، تجد الدول الإفريقية المنتجة للنفط نفسها أمام خيار استراتيجي ، إما تعظيم الاستفادة من مواردها النفطية في الحاضر، أو تسريع خطوات الانتقال نحو اقتصاد أكثر تنوعا واستدامة.