في قلب الجيزة، حيث تشابكت الأسلاك وانطفأت الأضواء، بدأ سباق مع الزمن لإعادة الحياة إلى مسارات الكهرباء المتوقفة، وليلة طويلة عاشها سكان المحافظة في ظلام غير معتاد، تحولت مع إشراقة اليوم التالي إلى ميدان عمل حقيقي، امتلأ بجهود فنية محمومة يقودها وزير الكهرباء شخصيًا، متحديًا أعطالًا متتالية لم تكن في الحسبان.

اختبارات الكابلات تفتح أبواب الكهرباء مجددًا في الجيزة

هناك، أمام محطة مترو ساقية مكي، علت أصوات المولدات، وامتزجت رائحة العرق برائحة المعدن الساخن، في محاولة لإعادة النبض إلى شبكة عانت من اختناق غير مسبوق، بين أعطال مفاجئة، واختبارات حاسمة، وتنسيق طارئ لتشغيل محطات مياه الشرب، تتجلى معركة الكهرباء في أوجها، لتروي قصة أزمة خيمت على الجيزة وتكاد تنجلي.

سيتم إعادة التيار الكهربائي فور التأكد من سلامة الكابلات

أفاد مصدر مطلع بوزارة الكهرباء بأن العمل جارٍ لاختبار كابلات الجهد التي تعرضت لعطل مفاجئ ليلة أمس بعدة مناطق بمحافظة الجيزة، مشيرًا إلى أنه سيتم إعادة التيار الكهربائي فور التأكد من سلامة الكابلات.

وكانت أعمال الإصلاح قد بدأت منذ الساعة العاشرة صباحًا، واستمرت حتى الواحدة ظهرًا، حيث تم الانتهاء من إصلاح أحد الكابلات، إلا أن اختبار التشغيل كشف عن عطل آخر أدى إلى تأخير عودة التيار، ما استدعى دفع فرق الطوارئ ومولدات ديزل لضمان استمرار الخدمة، خاصة لمحطات مياه الشرب المتأثرة.

وفي إطار المتابعة الميدانية، تواجد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمود عصمت، في موقع العطل أمام محطة مترو ساقية مكي لمتابعة جهود الإصلاح والوقوف على الأسباب الفنية.

وشدد على أهمية سرعة الإنجاز وإعادة الخدمة الكاملة إلى المناطق المتضررة، لافتًا إلى أن فرق الصيانة اكتشفت خللًا في دائرة 66 ك.ف.

كما أصدر الوزير تعليماته باستمرار متابعة أداء الشبكة الكهربائية والتأكيد على الحضور الميداني لرؤساء الشركات والمسؤولين لضمان سرعة الاستجابة لأي طارئ، مؤكدًا أن المنظومة أثبتت صمودها أمام أقصى حمل كهربائي شهدته مصر في تاريخها. 

وأشاد بدور المواطنين في دعم استقرار الشبكة من خلال ترشيد الاستهلاك.