أرقام الشيوخ بالفصل التشريعي الأول مُطمئنة تشريعيًّا ورقابيًّا... ولكن ليست الأفضل في الدراسات والأفكار الجديدة

القائمة الوطنية إنجاز ليس سهلاً في عالم السياسة.. وتُرفع قيمة "المشاركة لا المغالبة"

مستقبل وطن يقود المشهد السياسي بمسؤولية كبيرة... ورفعه شعار "المشاركة لا المغالبة" يُحسب له لا عليه

المشاركة في الانتخابات مسؤوليتنا جميعًا.. والاختيار بدقة سيكون في مصلحة كل مواطن

تحدَّث الكاتب الصحفي محمود فايد، مدير تحرير موقع "تليجراف الخليج"، في حوار شامل عن انتخابات مجلس الشيوخ، وذلك خلال استضافته ببرنامج "هنا ماسبيرو" على القناة الثانية.  

تطرَّق الحوار إلى محاور مهمة ترتكز عليها العملية الانتخابية والتركيبة المشكِّلة للغرفة البرلمانية الثانية. وتخلَّلته قراءة في المشهد الانتخابي والتوافق على القائمة الوطنية، الذي وصفه فايد بأنه "إنجاز ليس سهلاً في عالم السياسة"، مرورًا بالمنافسة على المقاعد الفردية التي تخوضها أحزاب من خارج القائمة، وصولًا إلى تعيينات رئيس الجمهورية.  

في البداية، تحدَّث محمود فايد عن تقييم مجلس الشيوخ في فصله التشريعي الأول بعد عودته عام 2019، موضحًا: "نحن في إطار تقييم أول تجربة لمجلس الشيوخ، ولدينا فصل تشريعي انتهى منذ أيام بعد 5 سنوات. عادت التجربة بصلاحيات محدودة بعد توقف المجلس عام 2012". وأشار إلى أن التقييم يجب أن يتمحور حول الصلاحيات الحالية، مؤكدًا أن هدف المجلس أن يكون "مخزن أفكار" مكملًا لمجلس النواب التشريعي.  

وذكر أن المجلس ناقش نحو 40 قانونًا، كما مارس دورًا رقابيًا عبر أكثر من 1000 مناقشة عامة واقتراح برغبة. وأبرز ما تحقق – حسب قوله – "الدراسات البرلمانية ودراسات الأثر التشريعي، التي تُبلور تشريعات أو تُقدَّم كأفكار للسلطة التنفيذية"، مشيرًا إلى إعداد "أكثر من 18 دراسة برلمانية و10 دراسات لأثر القوانين، منها الذكاء الاصطناعي". وأوضح أن نتائج هذه الدراسات أُرسلت لرئاسة الجمهورية والحكومة.  

وشدَّد فايد على ضرورة أن "يكون لهذا المجال مساحة أكبر في الفصل التشريعي الثاني"، معتبرًا أن النتائج "مُطمئنة لتجربة جديدة". وأضاف: "قد نختلف حول عودة المجلس من عدمه، لكننا أمام مؤسسة قائمة تمارس عملها. الأهم مناقشة إنجازاته ومستقبله".  

وتابع: "المجلس حقق نجاحًا في التشريع، لكنني لا أعوِّل عليه في هذا الجانب أو الرقابة؛ فهناك غرفة أخرى مختصة. يجب إعادة النظر في صلاحياته مستقبلًا لتوسيعها"، لافتًا إلى أن دوره الأبرز هو "مركز فكر ودراسات"، خاصة مع تعيينات الرئيس التي تضم خبرات كبيرة.  

وعن المشاركة الانتخابية، أشار إلى وجود "68 مليون ناخب تقريبًا (بزيادة مليون عن الانتخابات الرئاسية)". ووصف مشاركة 8 ملايين في انتخابات الشيوخ السابقة بأنها "جيدة"، لكنه طالب بـ"تجاوز حاجز 10 ملايين مشاركة".  

وفيما يخص القائمة الوطنية، وصف تشكيل قائمة موحَّدة تضم 12 حزبًا وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين (بمشاركة أحزاب معارضة) بأنه "إنجاز غير سهل في عالم السياسة"، رغم وجود قائمة منافسة. وأبرز تمثيل المرأة فيها بـ"20 مقعدًا على الأقل (7 سيدات في قائمة القاهرة والصعيد، و3 في كل قائمة إقليمية)".  

وعن المنافسات الفردية، لفت إلى "تنافس أحزاب كبرى خارج القائمة، وتقدُّم عدد لافت من المرشحات". وأشاد بتصريح أمين عام حزب "مستقبل وطن" الداعي للمشاركة "بغض النظر عن اختيار المرشح"، واصفًا إياه بـ"الرسالة المهمة".  

واختتم بالحديث عن الشق الثالث لتركيبة المجلس (التعيينات الرئاسية) البالغة 100 مقعد "بحد أدنى 10 سيدات"، مؤكدًا اكتمال التركيبة استعدادًا لانطلاق الفصل التشريعي الثاني في 18 أكتوبر.