في عالم لا تهدأ فيه الأسواق ولا تتوقف فيه السياسة عن تحريك عجلة الاقتصاد، جاءت صفقة تجارية بين الولايات المتحدة واليابان لتبعث الدفء في أوصال أسعار النفط المتراجعة، كمن يشعل شعلة في عاصفة. 

نمو الطلب وتوازن السوق إلى الواجهة مجددًا

وهذا الاتفاق، إلى جانب مؤشرات بتراجع المخزونات الأمريكية، دفع بأسعار الخام إلى مسارٍ صاعد، بعد ثلاثة أيام من الانخفاض المتواصل، لتعود التوقعات بنمو الطلب وتوازن السوق إلى الواجهة مجددًا.

عادت أسعار النفط العالمية إلى الارتفاع خلال تداولات الأربعاء 23 يوليو 2025، بعد سلسلة من التراجعات استمرت ثلاثة أيام، وذلك على خلفية إعلان اتفاق تجاري واسع النطاق بين الولايات المتحدة واليابان. 

ضخ استثمارات بقيمة 550 مليار دولار في السوق الأمريكية

وهذه الصفقة، التي تضمنت فرض رسوم بنسبة 15% على واردات أمريكية، ووعودًا يابانية بضخ استثمارات بقيمة 550 مليار دولار في السوق الأمريكية، أعادت الثقة إلى الأسواق المالية، ما انعكس إيجابًا على حركة أسعار النفط.

وبحسب تقارير نقلتها "سي إن بي سي عربية"، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.36% لتبلغ 68.84 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.35% ليسجّل 65.55 دولارًا.

ترافق هذا الصعود مع توقعات تشير إلى انخفاض كبير في مخزونات النفط الخام الأمريكية، وأظهرت البيانات أن المخزونات ربما تراجعت بمعدل 1.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 يوليو، إضافة إلى انخفاضات مسجلة في مخزونات البنزين والمشتقات المكررة، ما يشير إلى تحسن في وتيرة الاستهلاك المحلي.

أسعار النفط العالمي اليوم 

من جهة أخرى، كشفت بيانات معهد البترول الأمريكي عن هبوط إضافي في مخزونات البنزين والنفط، في حين ارتفعت نواتج التقطير بشكل طفيف، ويُرجَّح أن يكون لهذا الاتجاه تأثير إيجابي على مستويات الأسعار، لا سيما مع استمرار المخاوف بشأن الإمدادات العالمية.

في موازاة ذلك، أشار وزير الطاقة الأمريكي إلى أن بلاده تدرس فرض عقوبات جديدة على صادرات النفط الروسية، في خطوة تهدف إلى زيادة الضغوط الاقتصادية على موسكو وإنهاء النزاع في أوكرانيا. 

ويأتي هذا في وقت صادق فيه الاتحاد الأوروبي على حزمة العقوبات الثامنة عشرة، التي تتضمن وضع سقف سعري جديد للخام الروسي، وسط تحذيرات من محللين بأن عدم تنسيق الإجراءات مع واشنطن قد يقلل من فاعليتها.

هذا التحول في ديناميكيات السوق يؤشر إلى فترة قادمة قد تشهد مزيدًا من التقلبات في أسعار النفط، وسط تداخل العوامل الجيوسياسية والتجارية التي تتحكم بمفاصل الطلب والعرض العالميين.