شهدت منطقة مصر القديمة مأساة إنسانية مؤلمة، بعدما لفظ طفل يُدعى "آدم" أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى متأثرًا بإصاباته البالغة، إثر انهيار عقار قديم انهالت أنقاضه فوق جسده النحيل، في واقعة هزّت سكان المنطقة وأثارت موجة من الغضب والحزن.

وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة قد تلقت بلاغًا يفيد بانهيار عقار مكون من طابق أرضي وطابقين علويين في قلب مصر القديمة، وعلى الفور، هرعت قوات الحماية المدنية مدعومة بقوات الإنقاذ البري إلى موقع الحادث، حيث تم انتشال أربعة مصابين من أسفل الأنقاض، ونقلهم إلى مستشفى المبرة لتلقي الرعاية الطبية.

وكشفت التحريات الأولية عن أن العقار المنكوب كان خاليًا من السكان وصدر بحقه قرار إزالة بسبب خطورته الداهمة، خاصة مع كونه مبنيًا من الحوائط الحاملة والأسقف الخشبية، وتم تدعيمه في وقت سابق بصَلبات خشبية لتأمينه أثناء الإزالة.

وتوصلت التحريات إلى مفاجأة صادمة، حيث تبين أن أربعة عمال روبابيكيا تسللوا إلى داخل العقار في محاولة لسرقة الأخشاب المتبقية، إلا أن هيكل المبنى لم يتحمل، وانهار عليهم أثناء تواجدهم داخله.

وأسفر الحادث عن وفاة الطفل آدم، أحد المتواجدين بمحيط العقار لحظة انهياره، بينما تم نقل الأربعة الآخرين إلى المستشفى وهم يعانون من إصابات متفرقة.

وتكثف الأجهزة الأمنية من جهودها لاستكمال التحقيقات حول الواقعة، في الوقت الذي تم فيه تحرير المحضر اللازم وإخطار النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وقررت انتداب فريق من المعمل الجنائي لمعاينة موقع الانهيار وبيان أسبابه بشكل دقيق.