شكرا لقرائتكم خبر عن «عقدة فيلادلفيا» تسمّم أجواء المفاوضات قبل «فرصة القاهرة» والان نبدء باهم واخر التفاصيل
متابعة الخليج الان - ابوظبي - تمر المفاوضات الجارية بشأن هدنة غزة بلحظة حرجة، مع فشل جولة محادثات في القاهرة حول محور فيلادلفيا، مع تأكيد مصدر مصري رفيع بأنه لا صحة شكلاً وموضوعاً، لما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية، من موافقة مصر على بقاء القوات الإسرائيلية في المحور. وفيما حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن المفاوضات الجارية تمثل الفرصة الأخيرة لإعادة الرهائن وتحقيق الهدنة، قال لاحقاً إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بإرسال وفد إلى المفاوضات الجديدة المقررة في القاهرة، وأنه قبل المقترح الأمريكي بشأن «سد الفجوات»، ويتعين على حركة «حماس» قبوله.
وقال بلينكن إنه سيزور مصر وقطر لبحث سبل وقف إطلاق النار، والوصول لاتفاق يقضى بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأضاف، في تل أبيب، بأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة هو الوسيلة المثلى لإطلاق سراح الرهائن، مؤكداً أن بلاده تقود حملة دبلوماسية لمنع توسع الصراع في المنطقة. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن «نتنياهو أكد أن إسرائيل قبلت المقترح الذي تم تقديمه، مؤكداً أنه خلال الأيام القادمة سيعمل الخبراء على تقديم فهم واضح لتنفيذ الاتفاق». وأضاف بلينكن: «نتطلع إلى قبول حماس هذا المقترح للتقريب بين مواقف الطرفين».
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد عبر حسابه على تويتر معلقاً على تصريحات بلينكن: «عندما يقول وزير الخارجية الأمريكي ربما هذه فرصة أخيرة للتوصل إلى اتفاق فهذا نداء لنتنياهو: لا تفوت هذه الفرصة، لا تتخلى عنهم. من واجبك إعادتهم»، مضيفاً: «إذا لم يعودوا فلا يمكننا التعافي».
ومن المقرر استئناف المحادثات، التي تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، غداً الأربعاء في القاهرة، بعد اجتماع استمر يومين في الدوحة، الأسبوع الماضي، ركز على سد الفجوات بين الجانبين.
وأوضحت مصادر إسرائيلية وفلسطينية وأخرى مطلعة على المحادثات لوكالة «رويترز» الفجوات التي تعيق التوصل إلى اتفاق.
وقالت الوكالة إن «حماس» تريد التوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء الحرب في غزة، بينما يريد نتنياهو أن يتيح له الاتفاق استئناف القتال في القطاع إلى أن تفقد «حماس» القدرة على تشكيل أي تهديد. وتريد الحركة انسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا، على حدود مصر، بينما تريد إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة عليه. وتريد إسرائيل تفتيش النازحين الفلسطينيين بدقة لدى عودتهم إلى شمال القطاع، بينما تطالب «حماس» بحرية الحركة لهؤلاء، واتهمت تل أبيب بإتباع سياسة المماطلة لإفشال هذه الجولة من المفاوضات.
وتتضمن خطة وقف إطلاق النار المكونة من ثلاث مراحل إطلاق سراح 33 رهينة تحت مسمى الحالات الإنسانية، أحياء أو أمواتاً، في المرحلة الأولى. ويقول نتنياهو إنه يريد زيادة عدد الرهائن الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في هذه المرحلة.
نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن «مصدر مطلع» على المفاوضات بشأن صفقة الأسرى ووقف النار في غزة قوله إن المفاوضات تمر بلحظات حرجة. وقال المصدر إن مصر والجانب الفلسطيني يصران على انسحاب الجيش من محور فيلادلفيا بشكل كامل.
وأكد أن «هذه ساعات حرجة للغاية. قصة فيلادلفيا لا تزال مفتوحة.. إسرائيل مستعدة لخفض القوات، لكن المصريين والفلسطينيين يصرون على الانسحاب الكامل.. نتنياهو ليس مستعداً للاستسلام»، وذلك قبل أن يعود الوفد الإسرائيلي المكلف بالمفاوضات من العاصمة المصرية خالي الوفاض مساء أمس. وقالت مصادر إسرائيلية إن الوفد عاد بعد يوم واحد من توجهه للقاهرة، دون إحراز أي تقدم. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أعلن، مساء أمس الأول الأحد، أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «لا يزال ممكناً». وقال بايدن للصحافة، بعد قضائه عطلة نهاية الأسبوع في منتجع كامب ديفيد، إن المحادثات لا تزال جارية و«نحن لن نستسلم».
بدورها، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس إن «المحادثات بشأن وقف إطلاق النار مستمرة، ولن نستسلم وسنواصل العمل بجد إزاء ذلك».
وتابعت نائبة بايدن والمرشحة للرئاسة في الانتخابات المقبلة عن الحزب الديمقراطي: «يجب أن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار وعلينا إخراج الرهائن».
على صعيد آخر، قالت الخارجية الإيرانية، أمس الاثنين، إن قرار هجومها الذي تتوعد به إسرائيل رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران لا علاقة له بوقف محتمل لإطلاق النار في غزة.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني، في المؤتمر الصحفي الأسبوعي، دعم بلاده للمحادثات التي تجري من أجل تحقيق وقف إطلاق النار، قائلاً إن «مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة غير مرتبطة بحقنا في الرد على اغتيال هنية على أراضينا والذي كان اعتداء على سيادة إيران».
وأكد كنعاني أن طهران لا تسعى إلى زيادة التوتر في المنطقة، لكنها ستمارس حقها في «معاقبة إسرائيل في الوقت المناسب»، ووصف الولايات المتحدة بأنها طرف في المفاوضات وليست وسيطاً، «بسبب دعمها العسكري لإسرائيل لارتكاب المجازر في غزة»، وفق تعبيره. (وكالات)