الارشيف / عرب وعالم

التايمز: "مقامرة ماكرون" قد تدفع فرنسا للتصادم مع الاتحاد الأوروبي

محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 05:17 مساءً - قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن بروكسل قد تعاني من تداعيات نتائج ما أسمتها "مقامرة" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العكسية، وانتصار الراديكاليين من اليمين واليسار، ما دفع فرنسا نحو مسار تصادمي مع الاتحاد الأوروبي.

وأضافت: "رغم أن ماكرون وعد، عندما تم انتخابه رئيسًا في عام 2017، بتحويل فرنسا إلى شريك موثوق به لزملائها الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلا أنه لم ينجح في ذلك".

وأوضحت أن "ماكرون يهدد بأن يسجله التاريخ كرئيس دولة قوض الثقة في فرنسا بعد قراره الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، مما أبرز السخط الواسع النطاق تجاه بروكسل".

وبحسب الصحيفة، "حلّ ماكرون الجمعية الوطنية بعد فوز حزب التجمع الوطني اليميني الشعبوي في الانتخابات الأوروبية الشهر الماضي، معتقدًا أن النتيجة ستكون مختلفة تمامًا عندما يُطلب من الناخبين اختيار نوابهم، لكنه كان على خطأ، حيث انتصر الراديكاليون من اليمين واليسار في الانتخابات البرلمانية، الأمر الذي دفع فرنسا نحو ما يطلق عليه العديد من المعلقين لحظة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

و"الآن يستطيع الدبلوماسيون في بروكسل أن يتصوروا نتيجتين فقط، ولكن أياً منهما لا يبعث على الطمأنينة بالنسبة للكتلة: الأولى هي حكومة بقيادة شعبوية، والثانية برلمان متعثر يجعل فرنسا غير قابلة للحكم"، وفقا للصحيفة.

وأشارت إلى أن "أكثر من 33 بالمائة من الناخبين أيدوا، هذا الأحد، حزب التجمع الوطني، وهي الحركة التي، على الرغم من تخليها عن تعهداتها بسحب فرنسا من الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، لا تزال على مسار تصادمي مع بروكسل".

وحدد الحزب مطالبه بخصم 2 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى إعفاءات من ضريبة القيمة المضافة الأوروبية وسياسات أسعار الكهرباء.

مراجعة المعاهدات

وعلى الجانب الآخر من الطيف، اختار 29 بالمائة من الناخبين الفرنسيين الجبهة الشعبية الجديدة، وهو ائتلاف يساري يضم حزب فرنسا الراديكالي، الذي يريد "مراجعة" معاهدات الاتحاد الأوروبي بحيث تحترم "سيادة الشعوب".

ولفتت الصحيفة إلى أن "برنامج التحالف الأوروبي، الذي يتضمن التزامات إنفاق بقيمة 150 مليار يورو على مدى ثلاث سنوات، قد يضع اليورو تحت ضغوط غير مسبوقة".

ولأن فرنسا تعرضت بالفعل لانتقادات من المفوضية الأوروبية بسبب عجز ميزانيتها بنسبة 5.1 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن تنفيذ مثل هذه الخطط دون إثارة توترات تاريخية بين باريس وبروكسل.

وختمت قائلة إنه "بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن الانتخابات تعزز الأحزاب العازمة على تحدي الوضع الراهن للاتحاد، وبما أن فرنسا وألمانيا هما حجر الأساس للاتحاد الأوروبي الفعال، فإذا أصبحت فرنسا غير قابلة للحكم ومعادية للاتحاد الأوروبي، فقد تتوقف بروكسل عن العمل".

Advertisements