الارشيف / عرب وعالم

نبتة كادت تودي بحياة 12 طفلا بسبب نقص الغذاء في غزة

محمد الرخا - دبي - الأحد 30 يونيو 2024 04:14 صباحاً - وصل مستشفى كمال عدوان شمالي غزة عدد من الأطفال يعانون من آلام شديدة في المعدة بسبب تناولهم نوعاً من الحشائش البرية، تناولوها بسبب الجوع في القطاع الذي يعاني سكانه، وخاصة الأطفال، مجاعة شديدة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر.

وقال مدير مستشفى كمال عدوان وأخصائي الأطفال الدكتور حسام أبو صفية، إن ما يقارب 12 طفلا بأعمار مختلفة وصلوا قسم الطوارئ في المستشفى بسبب شعورهم بآلام شديدة في البطن، ومع الفحص الطبي الأولي تبيّن تناولهم لنبتة عشبية برية. 

وأوضح أبو صفية لـ"الخليج الان" أن الطواقم الطبية قدمت الخدمات العلاجية لهم وأجرت عمليات غسيل معدة، إلى جانب إعطائهم الأدوية اللازمة، مبينا أنه لم يكن تناولهم عشبة برية عبثًا أو من باب الاستكشاف وفضول الأطفال بل هو بسبب الجوع الذي أنتجه الحصار الإسرائيلي لشمالي القطاع ومنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية. 

 وعبّر والد أحد الأطفال الذين أصيبوا بالتسمم يوسف البردويل عن غضبه قائلًا: "كاد طفلي أن يموت متسممًا لأنه لم يجد سوى الحشائش البرية الضارة مصدرًا للأكل، حيث لا يتوافر في البيت أدنى مقومات الحياة".

وقال البردويل لـ"الخليج الان": "أصبحنا عاجزين عن تقديم الغذاء لأطفالنا، هل يمكن أن يتخيل أحد ذلك؟ أصبحنا نعيش أوضاعًا خطيرة للغاية ستودي بحياتنا وحياة أطفالنا إن لم يتم السماح بإدخال المساعدات الغذائية".

 ولفت والد الطفل إلى أن المجاعة شمالي قطاع غزة تشتد يومًا بعد يوم، "وأصبحنا غير قادرين على البقاء على قيد الحياة، وبدأنا بفقدان أوزاننا بشكل حاد وبدأت علامات الجفاف والهزال تظهر عند الكبار والصغار". 

 من جهتها قالت أم محمد، وهي والدة أحد الأطفال الذين تعرضوا للتسمم، إن طفلها كان يلعب مع أولاد الحارة قبل أن يتوجهوا إلى مكان يسمى "البرّية"، وهناك تناولوا نبتة برية أشبه بالخبيزة من شدة الجوع، وأشارت إلى أنه "لم يكن لدينا سوى قليل من الطحين نحاول أن نقسمه بين الأولاد ليكفي حاجتنا عدة أيام مع عدم وجود أي شيء آخر". 

 وأضافت أم محمد لـ"الخليج الان" أن المواد الغذائية غير متوافرة، وإن توافرت تكون بأسعار مرتفعة جدًا، وبما يجعل معظم المواطنين غير قادرين على شرائها.

وقالت: "لم تعد لدينا طاقة على التحمل.. عشنا أكثر من 260 يوماً في مخيم جباليا كنّا خلالها في عين العاصفة، تعرضنا للإبادة الجماعية والقصف المستمر وعشنا ليالي وأسابيع تحت الخوف والجوع، واليوم نتعرض للتجويع نحن وأطفالنا". 

Advertisements