محمد الرخا - دبي - السبت 29 يونيو 2024 01:06 مساءً - توصلت دراسة حديثة، إلى أن لاعبي تنس الطاولة يظهرون نشاطًا دماغيًا معززًا وتغيرات هيكلية، ولا سيما تحسين سلامة المادة البيضاء في المناطق المرتبطة بالمهارات الحركية، بحسب موقع "psypost".
ووفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة "Brain Research"، فإن "نتائج الدراسة تسلط الضوء على التأثير الكبير للعب تنس الطاولة على بنية الدماغ ووظيفته"، منوهة إلى أن "هذه الرياضة تجبر اللاعبين على الاستجابة بسرعة لحركة الكرة، إذ تتضمن وظائف معرفية عالية المستوى، بما في ذلك اتخاذ القرار والاهتمام البصري والتحكم التنفيذي".
شملت الدراسة 20 لاعب تنس طاولةمتداولة
فوائد على وظائف المخ
وفي حين أظهرت الدراسات السابقة أن الرياضة والتدريب على المهارات يمكن أن يفيد وظائف المخ، إلا أن التأثيرات المحددة لتنس الطاولة لم تكن مفهومة بشكل جيد، في حين سعت هذه الدراسة إلى تحديد ما إذا كان هؤلاء الرياضيون يظهرون خصائص عصبية فريدة مرتبطة بقدراتهم المعرفية المتقدمة.
وشملت الدراسة 20 لاعب تنس طاولة، حصل كل منهم على أكثر من ست سنوات من التدريب، ومجموعة مراقبة مكونة من 21 طالبًا جامعيًا دون تدريب منهجي على المهارات الحركية.
وكانت كلتا المجموعتين متطابقتين من حيث العمر والجنس، بمتوسط عمر 22 عامًا، إذ تم إجراء فحوصات عالية الدقة للدماغ باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي 7-Tesla لتقييم بنية الدماغ ونشاطه في كلا المجموعتين.
وركز الباحثون على مجالين، الاتصال الوظيفي الذي يستكشف التواصل بين مناطق الدماغ، وسلامة المادة البيضاء، ما يدل على صحة مسارات الاتصال في الدماغ، وكشفت النتائج أن لاعبي تنس الطاولة أظهروا تحسينات كبيرة في بنية الدماغ ووظيفته مقارنة بغير الرياضيين.
أخبار ذات صلة
لاعبة تنس تنسحب باكية من مباراة بعد خلاف مع منافستها (فيديو)
وقد لوحظ تعزيز سلامة المادة البيضاء في العديد من مناطق الدماغ، بما في ذلك الجهاز القشري النخاعي الأيسر والحزمة الطولية العلوية، وتم إثبات هذه التحسينات من خلال ارتفاع قيم التباين الجزئي (FA) والانتشار المحوري (AD)، ما يشير إلى كفاءة أفضل في النقل العصبي.
أنماط متميزة من الاتصال الوظيفي
وحددت الدراسة أنماطًا متميزة من الاتصال الوظيفي الديناميكي (dFC) في أدمغة الرياضيين، مع زيادة ملحوظة في الاتصال الوظيفي الديناميكي في الحصين والمخيخ والتلفيف اللغوي، إذ تعدّ هذه المناطق ضرورية للذاكرة والتنسيق الحركي والمعالجة البصرية، في الوقت الذي يعكس فيه الاتصال الديناميكي قدرة الدماغ على التكيف مع الحركات المعقدة والسريعة المطلوبة في تنس الطاولة.
وأقرت الدراسة بوجود قيود مثل صغر حجم العينة وعدم وجود لاعبين مبتدئين، ما قد يؤثر على قابلية التعميم وفهم كيفية تقدم تغيرات الدماغ مع مستويات التدريب المختلفة، الأمر الذي يمكن أن تستفيد منه الأبحاث المستقبلية من خلال عينات أكبر ومجموعة أوسع من مستويات المهارات لمواصلة استكشاف التغيرات العصبية والمعرفية مع مرور الوقت.
وأكدت الدراسة أن "النتائج تشير إلى أن ممارسة الألعاب الرياضية مثل تنس الطاولة، التي تتطلب ردود أفعال وتنسيقًا سريعًا، قد لا تعزز اللياقة البدنية فحسب، بل أيضًا خفة الحركة العقلية والصحة العصبية، وأن التدريب الاحترافي على تنس الطاولة يمكن أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في بنية الدماغ ووظيفته، ما يعكس المتطلبات المعرفية العالية لهذه الرياضة.