الارشيف / عرب وعالم

بين "رائع" و"مثير للضحك".. مقترح تجنيد عرب الداخل يفجّر جدلا في إسرائيل

محمد الرخا - دبي - الخميس 27 يونيو 2024 02:17 مساءً - ما بين وصف الخطوة بـ"الرائعة" و"الكوميدية" و"الخطيرة"، تزايدت حدة الجدل في إسرائيل حول تجنيد أبناء المجتمع العربي في إسرائيل.

ويتعلق الجدل بالمطالبة بمساواة من يعرفون بـ "عرب 48" أو "عرب إسرائيل" أو "عرب الداخل" باليهود المتشددين دينيا "الحريديم"، في المشاركة بالخدمة العسكرية.

ويتزامن هذا الجدل مع التطورات الخاصة بقرار المحكمة الإسرائيلية العليا ببدء تجنيد قرابة 3 آلاف من طلاب المدارس الدينية اليهودية المتشددين هذا العام.

وقالت قناة "الآن 14" الإسرائيلية، أمس، إن نشطاء من اليمين بدؤوا حملات للمطالبة بتجنيد عرب الداخل أسوة بتجنيد الحريديم، ردًا على قرار المحكمة العليا.

كما كشفت أن شخصيات سياسية تعمل حاليًا على إعداد مشروعات قوانين ستطالب بتجنيد أبناء المجتمع العربي في إسرائيل وإلحاقهم بالجيش.

وأصبح تعداد السكان العرب في إسرائيل بحلول أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2023 قرابة 2.08 مليون نسمة، بما يعادل 21.1% من إجمال السكان. واقترب الحريديم من 1.3 مليون نسمة، أي قرابة 12.3% من إجمالي سكان إسرائيل، وفق هيئة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.

وفي الأيام الأخيرة علق النائب العربي في الكنيست، أحمد الطيبي، على الحراك المطالب بتجنيد العرب، وذكر في حديث مع صحيفة "معاريف" أن موقفه ثابت بشأن رفض إلحاق الشباب العربي بالجيش الإسرائيلي.

وزير التعاون الإقليمي المنتمي لحزب "الليكود" دافيد أمساليم، كان تقدَّم قبل أسبوعين للمحكمة العليا بالتماس، يطالبها فيه بإصدار حكم بتجنيد الشباب العرب في إسرائيل.

تجنيد العرب في إسرائيل "خطر يهدد أمنها"

يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية

وتسبب الموقف الرافض لزعيم المعارضة يائير لابيد، ردًا على دعوات تجنيد عرب الداخل، وعلى الالتماس المُقدَّم للمحكمة العليا، في هجوم حاد ضده، من جانب عضو الكنيست وزير القضاء الأسبق حاييم رامون.

وكان لابيد قد وصف الحراك الداعي لتجنيد العرب بأنه "فاصل كوميدي"، وبيَّن أن تجنيد العرب في إسرائيل "خطر يهدد أمنها"، الأمر الذي دفع رامون إلى اتهامه بـ "العنصرية".

ونقلت القناة عن رامون، المؤيد لتجنيد العرب، أن فكرة تجنيد العرب الإسرائيليين من الأفكار "الرائعة" التي تخدم أمن إسرائيل.

ورأى رامون أن ما قاله لابيد يعد "وصمة عار واتهام لجميع عرب إسرائيل بأنهم أعداء البلاد وخطر على أمنها"، وقال إنه "من دون تأييد الأحزاب العربية، لم يكن لابيد ليتمكن من تشكيل الحكومة السابقة".

وعدّ مقولة لابيد "اتهامًا للعرب الذين خدموا بالفعل في الجيش والذين يكنون لإسرائيل الولاء، أو أولئك الذين يريدون التطوع في الجيش مستقبلًا".

ورأى أن لابيد أهان كل العرب الإسرائيليين ولا سيما عند وصفهم بـ "أبطال الجيش"، مثل يوسف حداد الذي أصيب في حرب لبنان الثانية ويواصل القتال حتى بعد تقاعده.

وقبل أكثر من 10 أيام رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا التماس الوزير أمساليم ضد وزير الدفاع يوآف غالانت ولم تستجب لطلبه الخاص بتجنيد العرب.

وبرَّرت المحكمة قرارها برفض الالتماس من النواحي الشكلية، بأنه قبل التوجه إليها يتعين على مقدم الطلب استيفاء الإجراءات مع السلطات الإدارية المختصة، وقالت إن مقدمي الالتماس لم يرفقوا أية وثيقة تدل على أنهم توجهوا أولًا لوزير الدفاع.

وكتب أمساليم في الطلب أن من حق المجتمع العربي في إسرائيل الحصول على مساواة في الأعباء مثل باقي القطاعات ولا سيما الخدمة الإلزامية بالجيش.

Advertisements