الارشيف / عرب وعالم

المناظرات الرئاسية الأمريكية.. محطات فاصلة في الطريق إلى البيت الأبيض (إنفوغراف)

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 26 يونيو 2024 05:09 مساءً - تُشد أنظار عشرات الملايين من الأمريكيين إلى المناظرة المرتقبة بين مرشحيْ الرئاسة، الديمقراطي جو بايدن، والجمهوري دونالد ترامب.

وقد سبق للرئيس الـ 45 للولايات المتحدة دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن أن تقابلا في مناظرتين عشية الانتخابات الرئاسية التي جمعتهما سنة 2020.

تقاليد قديمة

وتملك الولايات المتحدة تقاليد قديمة في المناظرات الرئاسية، تعود إلى أكثر من 60 عاما، وكانت أولاها سنة 1960 وجمعت الحاكم الديمقراطي الشاب لولاية ماساتشوستس حينها، جون كينيدي، ونائب الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري ريتشارد نيكسون.

ومنذ ذلك الحين أصبحت المناظرات تقليدا لدى المتسابقين إلى البيت الأبيض ومحدّدا بشكل كبير لتوجهات الناخبين، ولا سيما المترددين منهم، أو ناخبي "الولايات المتارجحة" التي غالبا ما تكون حاسمة في تحديد اسم الفائز.

ولم تخلُ تلك المناظرات من مواقف لافتة ومؤثرة على مسار المرشحين لنيل منصب الرئيس الأمريكي، فخلال مناظرة عام 1976 كان المرشح الجمهوري جيرالد فورد غير المعروف لدى الناخبين نسبياً، في مواجهة حاكم ولاية جورجيا السابق والرئيس الـ39 الديمقراطي جيمي كارتر.

ويقول متابعون، إن المرشح الجمهوري حينها ارتكب هفوة ربما كلّفته خسارة السباق نحو البيت الأبيض، حيث دار نقاش بشأن موقف الاتحاد السوفييتي من أوروبا، وعلّق فورد بشكل لا يمكن تفسيره بأنه "ليس هناك هيمنة سوفييتية في أوروبا الشرقية".

وفي السباق إلى البيت الأبيض سنة 1980، نزل المرشح الجمهوري رونالد ريغن بكامل ثقله "التمثيلي" بوصفه ممثلا سابقا في "هوليوود"، وأظهر موهبة في مخاطبة الجماهير خلال المناظرة الوحيدة التي جمعته بجيمي كارتر، وجذبت حينها أكثر من 80 مليون مشاهدة، وانتهت الانتخابات بفوز ريغن.

تفاصيل أحدثت الفارق

وتمثل بعض التفاصيل الصغيرة في المناظرات نقاطا حاسمة لمرشح بعينه، ففي المناظرة التي جمعت عام 1988 جورج دبليو بوش الأب بالمرشح الديمقراطي مايك دوكاكيس، استثمر المرشح الجمهوري ردة فعل باردة تجاه مسألة فرض عقوبة الإعدام وتمكن من كسب نقاط على حساب خصمه الذي وصفه بـ "الرجل الجليدي".

وارتبطت هذه الصفة بدوكاكيس الذي قال إنه يرفض تطبيق عقوبة الإعدام وإن تعلق الأمر بمن يغتصب زوجته ويقتلها.

وفي المناظرة التي جمعت جورج بوش الابن مع منافسه الديمقراطي آل غور، عام 2000، كانت التنهيدة، التي يطلقها بوش كلّما أجاب خصمه عن تساؤل بشكل لا يروق له، حاسمة في تفوق المرشح الجمهوري في "الحرب النفسية" على خصمه، وإن أثارت تلك الطريقة انتقادات من المتابعين.

وتمثل المناظرات الرئاسية مجالاً خصباً لاختبار قدرات المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة على الاستجابة وردّ الفعل بشكل فوري على قضايا وربما أسئلة غير متوقعة، ما يمنح أحدهما أسبقية على الآخر في إقناع الناخبين بوجاهة التصويت له.

Advertisements