محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 25 يونيو 2024 11:25 صباحاً - تشتد وتيرة التهديدات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وجاء هجوم القرم ليرفع حدة التوتر، ويغذي توجهات الطرفين لتصعيد الموقف، في وقت رأى فيه خبراء أن تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب الهجوم "جدية" وأنها قد تظهر بأي لحظة.
الرئيس بوتين بحسب الكرملين تحدث عن الجهة، "التي توجه هذه الصواريخ ذات التقنية المعقدة، نحو أهدافها، وأن هؤلاء ليسوا أوكرانيين".
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، بدورها، أن "واشنطن هي من تتحمل المسؤولية بتزويدها كييف بصواريخ لضرب أهداف روسية".
ويرى الخبراء الذين حاورتهم "الخليج الان"، أن "الغرب هو من يقرب الوضع لصِدام مباشر وليس روسيا" معتبرين أن "دفع كييف كرأس حربة في الصراع على النفوذ العالمي لن يبقى بالوضعية ذاتها؛ لأن الطرف الآخر تعدى الخطوط الحمراء".
تحذيرات جدية
يقول الباحث في الشؤون العسكرية أليكسي ليبيديف، لـ"الخليج الان"، إن "الوضع الآن ليس للدعاية أو الضغوط فقط؛ فنحن دخلنا بمرحلة حساسة يتم فيها استهداف أراض روسية بصواريخ غربية وهذا تهديد للأمن الروسي والرد سيكون موافقًا لحجم التهديد فاحترام الأمن الروسي يقابله احترام أمن الآخرين".
ويضيف، "تحدث بوتين منذ مدة عن إمكانية توريد أسلحة لأعداء الناتو هذه نقطة مهمة جدًّا ونابعة من عدم احترام هذا الحلف للأمن الروسي لذلك عليهم أن ينتظروا حين يكون أمنهم في خطر".
ويتابع ليبيديف أن "الغرب نفسه يدفع لتوسيع رقعة الصراع خارج الحدود الأوكرانية نتيجة فشله داخل هذه الحدود وحين تتحدث موسكو اليوم عن مخاطر ينفذها الناتو دون أن يدرك أين يلعب فهذا تقييم للوضع الحالي وعليه سيكون هناك رد روسي".
وحول طبيعة الرد يوضح "سيكون هناك مستويان: الأول سيكون داخل أوكرانيا بضرب نقاط التهديد ومستودعات السلاح الغربي وبطاريات الصواريخ التي ربما ستطلق باتجاه روسيا، والامر الثاني هو دعم أعداء الناتو في الخارج لخلق حالة تهديد مقابلة".
قواعد اللعبة تتغير
يقول الخبير في شؤون السياسة الدولية ميخائيل بيمباجوفن، لـ"الخليج الان"، إن "القواعد التي توضحت منذ بداية الصراع داخل أوكرانيا يبدو أنها ستدخل مرحلة أخرى خارج الحدود الأوكرانية؛ فالغرب عبر الخطوط الحمراء التي وضعت في بداية الحرب أراد إبقاء المواجهة داخل حدود معينة لكن مع ضرب الصواريخ الأمريكية دخلنا في حدود أوسع".
ويضيف، "لن يكون الأمر مرتبطًا فقط بدعم أعداء الناتو في العالم، بل إن هناك عقيدة نووية يجري البحث في تغييرها، وكذلك توسع لرقعة السيطرة داخل أوكرانيا، كل هذه الأمور تأتي جراء الاستهتار الغربي والتعنت بعدم الذهاب لمفاوضات تنهي الصراع".
ويشير بيمباجوفن، إلى أن "الغرب لن يكبح كييف إلا إذا تألم وسيتم ذلك قريبًا بلا شك، فلن تعود أوكرانيا هي الخاسرة الوحيدة في هذه الحرب؛ فداعموها يبدو أنهم يريدون مشاركتها الخسارة كما شاركوها بسلاحهم وأموالهم".
ويتابع الخبير في شؤون السياسة الدولية: "العالم كله يقف على شفير هاوية والتعقل مطلوب لكن لا يعني أن تبقى موسكو هي من تحمي العالم من الانهيار وتحاول ضبط نفسها لكي لا ندخل في منعطفات خطيرة، وأعتقد أن روسيا ستوصل هذا الكلام للغرب وعليهم أن يقرروا إما أن يتكرر هجوم القرم كما جرى أمس الأحد، وإما الاكتفاء بقواعد اللعبة ضمن الحدود الأوكرانية.. وروسيا جاهزة لأي سيناريو يختاره الغرب".
وخلص بيمباجوفن للقول: "تبقى خطوة واحدة، على ما يبدو، لصدام مباشر مع الغرب وكذلك خطوة واحدة للذهاب للتفاوض ويبقى القرار السياسي الذي يجب أن يكون متعقلا لإنهاء الصراع دون خسائر كارثية يصعب تعويضها".