محمد الرخا - دبي - الاثنين 24 يونيو 2024 08:09 مساءً - قال محللون روس إن "المستفيد الأكبر" من الهجوم الذي خلف 20 قتيلا في جمهورية داغستان، أمس الأحد، هما أوكرانيا والغرب.
وشهدت داغستان التابعة لروسيا، أمس الأحد، هجوما استهدف كنيستين أرثوذكسيتين، وكنيسا يهوديا ومركزا للشرطة، وخلف 20 قتيلا و46 مصابا، بحسب تصريحات رسمية.
وفي وقت لم توجه فيه روسيا اتهاما لأحد، وصف رئيس جمهورية الشيشان الروسية ذات الأغلبية المسلمة، رمضان قديروف، الهجوم بأنه "استفزاز حقير ومحاولة لإثارة الفتنة بين الأديان داخل روسيا".
تمويل خارجي
وقال الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية بافل سكورنيكولف، في حديثه لـ"الخليج الان"، إن "الدراسة المبدئية للهجوم تشير إلى أن المهاجمين من خلفية إسلامية متطرفة، والهدف بالتأكيد واضح؛ فهذا استمرار لهجوم كروكوس في موسكو الذي تبناه داعش، لكن أوكرانيا والغرب من قاما بالتمويل، واليوم يستمران في مسلسل الهجمات".
وأضاف سكورنيكولف: "عند البحث في أي هجوم إرهابي نعود للبحث عن هوية المستفيد، واليوم المستفيد هو الغرب؛ لذلك لا يوجد عناء بتحديد الهوية الحقيقية للممول".
ويرى المحلل أن "الهجوم نفذ على أيدي مسلحين يبدو أنهم تلقوا تدريبات خارج روسيا، فهناك صورة احترافية بطريقة التنفيذ والفرار والاشتباك مع قوات الأمن لساعات؛ ما يعني أن المسلحين تلقوا تدريبات على حرب الشوارع وتنفيذ مهام هجومية سريعة، أو ربما شاركوا بمعارك في صفوف تنظيمات إرهابية في سوريا أو العراق".
وقال إن "أسلوب الهجوم المتزامن اعتمده تنظيم داعش في هجماته الخارجية في أكثر من دولة"، متهما دولا أوروبية وأوكرانيا بتمويله.
فتنة دينية
من جهته، قال الباحث في شؤون الجماعات المسلحة المتطرفة رحيم ضيافتالدين، لـ"الخليج الان"، إن "الهجوم على ما يبدو تم تنفيذه على يد مسلحين من خلفية إسلامية متشددة، وكل المؤشرات تدل على ذلك من طريقة التنفيذ والهدف وحتى الزي الذي ارتداه المسلحون، وطريقة استخدامهم للأسلحة والاشتباك مع القوات الأمنية".
وأضاف: "لكن الأهم من كل هذا هو الهدف من الهجوم، ونتطلع أولا للأماكن المستهدفة هي دور عبادة مسيحية ويهودية على يد منفذين مسلمين؛ ببساطة لخلق فتنة دينية بين أطياف الشعب الروسي، وتشويه صورة الإسلام لدى الرأي العام الروسي".
ويعتقد ضيافتالدين أن "الهدف من الهجوم ضرب روسيا من الداخل؛ بسبب الحرية الدينية والتماسك الذي يعيشه الناس هناك".
وتابع: "ظهر ذلك جليا في الحرب الأوكرانية عندما كان المقاتل الشيشاني والداغستاني في الجيش الروسي يقاتل إلى جانب أخيه القادم من مناطق أخرى من روسيا، وهذا ما أزعج الغرب وحاول جاهدا ضرب هذه المفاهيم"، إضافة للعلاقات المميزة التي تتمتع فيها موسكو مع العالم الإسلامي.