الارشيف / عرب وعالم

خبراء: "هجوم القرم" أدخل الصراع بين روسيا والغرب مرحلة جديدة

محمد الرخا - دبي - الاثنين 24 يونيو 2024 07:06 مساءً - قال محللون روس إن الهجوم الأوكراني بصواريخ "أتاكمز" على مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، سيدخل الصراع بين موكو والغرب مرحلة جديدة، مشيرين إلى ان الرد الروسي سيكون عنيفا.

واستهدفت القوات الأوكرانية، بصواريخ أمريكية الصنع من طراز "أتاكمز" مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، مما أدى إلى مقتل 5 أشخاص على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة أكثر من 100 آخرين.

وأثار الهجوم غضب موسكو وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "مسؤولية الضربة الصاروخية المتعمدة على مدنيين في سيفاستوبول تقع في الدرجة الأولى على واشنطن التي زودت أوكرانيا بأسلحة" مؤكدة أن "هذه الأفعال لن تبقى دون رد قانوني وعسكري".

مرحلة جديدة من الصراع

يقول الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية غينادي بانارين، إن "الهجوم هذه المرة وبهذه الطريقة أدخل الصراع بمرحلة جديدة، بعد الضوء الأخضر الغربي لاستهداف المدنيين الروس بصواريخ غربية".

وأضاف قائلا: "بات الهدف واضحا من إعطاء كييف الصواريخ وهو ضرب المواطنين الروس في محاولة للضغط على موسكو لأنهم عاجزون عن الوقوف أمامها عسكريا على الجبهة".

وبين في حديثه لـ"الخليج الان" بأن "أمريكا على علم ببنك الأهداف الأوكراني وتحديدا في القرم، فهي وجهة مميزة، بذريعة أنها أراض أوكرانية"، لكن أكد بأن ذلك "لا يبرر استهداف المدنيين".

وأضاف بانارين قائلا: "لو لم تكن روسيا حذرة في حربها من استهداف المدنيين، لكانت قد وصلت كييف خلال أيام من بدء العملية العسكرية، ولكنها تتقدم بحذر على طول الجبهة".

وأكد بأن "الرد قادم لا محال وفي عمق أوكرانيا، وقد يتم استهداف مخازن الأسلحة الغربية في أوكرانيا وكذلك مراكز قيادية هامة، لكن لن يتم استهداف المدنيين لأن العقيدة العسكرية الروسية تمنع ذلك ولأن موسكو مقتنعة أن الشعب الأوكراني بات رهينة بيد حكام كييف المدعومين من الغرب".

مهمة ضرورية

ويرى الخبير في الشؤون العسكرية مكسيم أفونين أن "الرد سيكون ضمن الأراضي الأوكرانية، ولكن الأهم من الرد هو ضمان عدم تكرار هذا الأمر، وهناك خطوات قد يتخذها الجانب الروسي على الصعيدين: الأول داخل روسيا والثاني على الجبهة".

وفي حديثه لـ"الخليج الان" أضاف أفونين قائلا: "داخل روسيا وتحديدا عند المناطق الحدودية يجب أن يكون هناك ركيزة دفاعية قوية وتكثيف نشر المضادات الجوية لتفادي سقوط صواريخ جديدة وهذا الأمر هو الأولوية للجيش الروسي حاليا".

وتابع: "الغرب أراد التصعيد ليشمل الأراضي الروسية وللرد يجب حماية روسيا أولا من هذه الهجمات وسيتم ذلك في أسرع وقت لأن روسيا تملك الإمكانيات التقنية لذلك".

أما على صعيد الجبهة فأشار الخبير في الشؤون العسكرية إلى أن "هذه الاستهدافات تعطي الضوء الأخضر للجيش الروسي للتقدم أكثر وأكثر في العمق الأوكراني، فما حصل في خاركيف كان بداية فقط".

 وبين بأن "الجيش الروسي سيطلق في مقبل الأيام خططا هجومية للتوغل في العمق أكثر لأن الأمر لم يعد تكتيكيا عسكريا بل حاجة ملحة اليوم في ظل الظروف الجديدة وقواعد الاشتباك الجديدة التي فرضها الغرب".

وأوضح بأن التوغل الروسي، يجب أن يكون بقدر مديات الصواريخ التي تملكها حاليا كييف وهي تتراوح بين 300 إلى 400 كيلومتر، إذ يجب إرساء هذا المفهوم، وكلما زاد المدى زاد التوسع داخل الأراضي الأوكرانية.

واعتبر بأن "حماية روسيا واجب عسكري تتحمله وزارة الدفاع، وليس مهمة عسكرية تقوم بها لذلك الأيام القادمة ستكون حاسمة في هذا الخصوص".

تطورات الجبهة

وفيما يتعلق بالتوسع داخل أوكرانيا لخلق مناطق عازلة يرى الباحث في الشأن العسكري الروسي فيكتور ألكسانيان أن "التوسع في العمق أمر حتمي وهذا العام سيتغير الوضع على الجبهة، ليس بكون الكفة تميل للجيش الروسي فقط، بل عملية إنهاء للصراع برمته عسكريا إذا ما خضعت كييف للشروط الروسية".

وبين في حديثه لـ"الخليج الان" بأن "الأمر تجاوز الخطوط الحمراء وإذا تم التهاون في الأمر فقد يتكرر بكل المدن الروسية وليس فقط في القرم".

وتوقع أن تسير قواعد الصراع بمنعطف جديد، وتحدث عن "هجوم واسع داخل الجبهة لخنق كييف".

وأردف قائلا: "عليهم أن يتحملوا ذلك ولنرى الغرب ماذا سيفعل؟ هل سيرسل مقاتلين؟ ليأتوا إلى الجبهة وليقاتلوا بشرف دون الاستقواء على المدنيين، فما عجزوا عنه في المعركة يريدون تحقيقه بضرب المواطنين الروس لكن هذا لن يتحقق".

ولفت ألكسانيان إلى أنه "بعد عملية الاجتياح الكبير، ستكون كييف أمام خيارين الأول الانتحار عسكريا وانتهاء مفهوم الدولة الأوكرانية ككل، أو اتخاذ قرار عقلاني بالتوجه للتفاوض ضمن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تعتبر منصفة بعد عامين ونصف من القتال، فهي الفرصة الأخيرة".

وتابع قائلا: "الغرب أراد هذه النهاية ولن تبخل روسيا بتحقيقها لهم فطوال أعوام التفاوض منذ عام 2014 حتى عام 2022 كانت هناك فرص ومبادرات اعتقد الغرب أنها ناجمة عن ضعف روسي حتى أجبروها على التوجه لحمل السلاح والقتال، واليوم تقول روسيا إن مبادرة بوتين هي الأخيرة وعليهم استغلالها".

Advertisements