الارشيف / عرب وعالم

تلغراف: فات الأوان لمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة

محمد الرخا - دبي - الاثنين 24 يونيو 2024 04:14 مساءً - رأى تقرير لصحيفة "التلغراف" بأنه فات الأوان لوقف نشوب حرب عالمية ثالثة بفعل تنامي الصراعات العالمية وزيادة التصعيد بين الصين وتايوان وعدم القدرة على ضبط الملف النووي الإيراني.

ونقلت عن أحد أبرز المؤرخين العسكريين في بريطانيا، تأكيده أن السؤال الأهم اليوم حول الكيفية التي قد تندلع بها حرب عالمية ثالثة.

وقال: "السؤال يطاردنا اليوم أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وإن مجرد التخمين هو دليل على توقعاتنا بأن الحرب من نوع ما، تظل حقيقة في عالم يتسم بعدم الأمان المتعدد".

وتشكل الصراعات في أوكرانيا وغزة وميانمار والسودان، علاوة على التصعيد في ملف تايوان وإيران وبحر الصين الجنوبي، تذكيرًا بهذا الواقع الحاضر دائمًا، إذ تُشير التهديدات المنتظمة من جانب روسيا بشأن استخدام الأسلحة النووية إلى أن خيالاتنا قد لا تكون بعيدة كل البعد عن الواقع.

وأشار التقرير إلى ثلاثة سيناريوهات خطيرة قد تتسبب بإشعال فتيل الحرب العالمية، أولها أن تعلن الحكومة الإيرانية عن تطويرها للقنبلة النووية وتُهدد باستخدامها؛ ما يدفع الولايات المتحدة هي الأخرى بالتهديد بالتدخل العسكري، ويدفع كل من روسيا والصين وكوريا الشمالية عن دعمها لحليفتهم إيران.

وثانيها، الإحباط الصيني بشأن وضع تايوان؛ ما قد يدفع إلى حشد قوات الغزو في ضوء انشغال الولايات المتحدة بأزمتها السياسية الداخلية.

وبما أن الصين ستكون على يقين من أن تحقيق نصر سريع سوف يمنع الآخرين من التدخل، ستعمل أمريكا على تفعيل خطط الطوارئ لإنقاذ تايوان، ما قد يدفع أحد الطرفين إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد القوات المسلحة للطرف الآخر.

أما ثالث السيناريوهات، فيتمثل في دخول الانقسام المتزايد بين الغرب الديمقراطي وقوس الدول الاستبدادية عبر أوراسيا فصلًا جديدًا خطيرًا، ولا يرغب أي من الجانبين في المجازفة بحرب صريحة.

لكنَّ هناك احتمالًا أن يؤدي تدمير الاتصالات عبر الأقمار الصناعية إلى تقويض القدرة العسكرية والاقتصادية للجانب الآخر، ومن دون سابق إنذار، يتعرض نظام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية في الغرب للهجوم، وتلحق أضرار جسيمة بشبكاته الإلكترونية التجارية والعسكرية.

ورغم أن لا أحد سيزعم أنه أطلق الصواريخ، فإنه وفي خضم الفوضى التي ستعقب ذلك، سرعان ما يتم توجيه اللوم إلى الدول المناهضة للغرب، ومن الصعب شن أعمال انتقامية مع انهيار الاتصالات.

وفي ظل عدم اليقين بشأن ما يجب فعله، ستصدر أوامر بالتعبئة العسكرية في جميع أنحاء العالم الغربي، رغم مطالبة روسيا والصين بوقفها، وكما حدث في عام 1914، فمن الصعب إيقاف العجلات، بمجرد أن تتحرك، وتتفاقم الأزمة.

وخلُص التقرير إلى أنه رغم حقيقة أن السلام يبدو الخيار العقلاني لمعظم البشر، فإن ذلك لن يكون قادرًا على خنق الرغبة في القتال عندما يبدو ذلك ضروريًّا، أو مربحًا، أو التزامًا، وهذا التراث هو السبب الرئيس الذي يجعل من الممكن تصور حرب عالمية جديدة.

وفي حين إن القليل من الدول تسعى بنشاط إلى الحرب العالمية الثالثة، فإن القليل منهم تصوروا أو أرادوا الحربين الأخريين، والحقيقة المحزنة هي أن فهمنا لأسباب حدوث الحروب لم يسهم حتى الآن إلا قليلًا في تنحية الحرب جانباً باعتبارها عنصرًا دائمًا في الشؤون الإنسانية.

Advertisements