الارشيف / عرب وعالم

رغم صعود اليمين المتطرف.. الرباط "مطمئنة" للشراكة مع بروكسل

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 09:07 صباحاً - استبعد خبراء سياسيون، أن يؤثر صعود نجم اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، على العلاقات الثنائية بين الرباط وبروكسل، مؤكدين أن العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، تؤطرها اتفاقيات وشراكات مهمة؛ وليست مرتبطة بالتيارات الأيديولوجية التي تُسيطر على البرلمان الأوروبي.

ويعد المغرب الشريك الاقتصادي والتجاري الأول للاتحاد الأوروبي على مستوى القارة الأفريقية، كما أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول للمملكة.

وحققت الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف مكاسب كبيرة في انتخابات البرلمان الأوروبي، قبل أسابيع، محدثة زلزالا سياسيا. وجاءت هذه الأحزاب بالمركز الأول في فرنسا وإيطاليا والنمسا، وحلت ثانية في ألمانيا وهولندا.

علاقات متجذرة

قال الدكتور محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، إن "صعود اليمين المتطرف لن يؤثر على العلاقات المغربية الأوروبية على اعتبار أن هذه العلاقات متجذرة على أكثر من صعيد"، مشدداً على أن "نتائج الانتخابات الأوروبية لا ينبغي أن تشكك في جوهر العلاقات بين الرباط وبروكسل".

وأضاف زين الدين لـ"الخليج الان"، أن "التعاون الوطيد بين الرباط وبروكسل في مجموعة من الملفات؛ مثل محاربة الإرهاب والهجرة غير النظامية ومكافحة الجريمة المنظمة إلى جانب العلاقات الاقتصادية، كل هذه الملفات المهمة ستشكل محكا لمرحلة جديدة من العلاقات بين الرباط وبروكسل".

وأردف أن "اليمين المتطرف دائما ما يُحدث مجموعة من المتاعب في العلاقات الثنائية، لكن رغم ذلك يظل أقصى اليسار الخطر الأكبر حتى للبرلمان الأوروبي؛ لأنه ينبش في بعض الملفات الحساسة قصد توتير العلاقات".

وتابع أن "صعود اليمين المتطرف يؤشر إلى ضرورة اشتغال الدبلوماسية المغربية بشكل أكبر على كيفية صناعة القرار السياسي داخل البرلمان الأوروبي؛ لأن هذا الأخير باتت آليات اشتغاله متجاوزة حتى داخل الاتحاد الأوروبي.".

وأكد زين الدين أن "على الرباط أن تطور آليات اشتغالها تماشيا مع المرحلة الجديدة"، مبينا أن "البرلمان الأوروبي بوابته الرئيسة هي جمعيات المجتمع المدني وجمعيات الضغط، وهذا المجال يعد مفتاحا رئيسا لضمان علاقات مستقرة بين الرباط وبروكسل"، مستبعدا أن "يضر صعود اليمين المتطرف بمصالح المغرب على المستوى الاقتصادي".

مكانة المغرب

من جهته، قال عبدالرحمن مكاوي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "ديغون" الفرنسية الخبير في الشؤون الاستراتيجية، إن العلاقات المغربية الأوروبية بشكل عام تضبطها محددات تاريخية واقتصادية وثقافية وجيوسياسية.

وأوضح مكاوي ضمن تصريح لـ"الخليج الان"، أن "المغرب حاضر بقوة في أروقة صنع القرار بأوروبا؛ سواء صعد اليمين المتطرف أو اليسار"، مشيراً إلى أن "الرباط لها علاقات تاريخية مع الدول القوية بالاتحاد الأوروبي خاصة فرنسا وألمانيا".

ونوه بأن "الرباط ليست متخوفة، فاليمين المتطرف له مواقف مشرفة تجاه قضية الصحراء المغربية، أهم ملف سياسي بالنسبة للدبلوماسية المغربية"، لافتا إلى أن "الدول الأوروبية المؤثرة باتت تعي أهمية هذا الملف بالنسبة إلى المغرب".

وشدد مكاوي على أن "المملكة تتقن فن التعامل مع جميع هذه التيارات الأيديولوجية الموجود بالبرلمان الأوروبي، وأن هذا الأخير باعتباره المطبخ الرئيس لصنع القرارات السياسية والاقتصادية والقانونية سيفرض على المغرب تغيير أساليبه، والتكيّف مع الخطاب السياسي الجديد في القارة العجوز"، داعيا إلى "استكشاف وتطوير سبل جديدة من أجل تعزيز مناعة العلاقات الثنائية بين الرباط وبروكسل".

Advertisements

قد تقرأ أيضا