كتابة سعد ابراهيم - اندلع حريق غامض صباح الثلاثاء على متن سفينة “فاميلي”، التابعة لأسطول المرونة العالمية، والتي كانت في مهمة إنسانية لكسر الحصار عن قطاع غزة. وقد حُوصرت السفينة البرتغالية، التي أبحرت من برشلونة الإسبانية، قبالة سواحل تونس.
وسط تضارب الروايات، تباينت تفسيرات سبب الحريق. أعلن أسطول التحمل العالمي أن الحريق نجم عن “هجوم مُستهدف بطائرة مُسيّرة” أثناء وجود السفينة في المياه التونسية. وأشار بيانه الأولي إلى أن الحريق طال السطح الرئيسي للسفينة ومنطقة التخزين أسفلها، مؤكدًا سلامة جميع الركاب وأفراد الطاقم.
ونفت وزارة الداخلية التونسية هذا الادعاء بشكل قاطع، مؤكدة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق ناجم عن إلقاء عقب سيجارة أو ولاعة في أحد سترات النجاة، وأنه لا يوجد أي دليل على تعرض السفينة لهجوم خارجي أو عمل عدائي.
فيديو يوثق لحظة الاشتعال
نشرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، مقطع فيديو يوثق لحظة اندلاع الحريق على المنصة X. ويُظهر الفيديو صوت طائرة بدون طيار وركاب يصرخون طلباً للمساعدة قبل الانفجار، مما يعزز الشكوك في تعرض السفينة للهجوم.
إعلان “أسطول التحمل”
وقال السرب الحازم في بيان رسمي: “إن الإجراءات العدوانية التي تهدف إلى ترهيبنا وعرقلة مهمتنا لن تثنينا عن الاستمرار”، مضيفًا أن التحقيق لا يزال مستمرًا وسيتم الإعلان عن النتائج في أقرب وقت ممكن.
وأشار البيان إلى أن سفينة “العائلة” كانت تقل المجلس التنفيذي للأسطول، ما يجعلها هدفا محتملا لمحاولات تعطيل المهمة السلمية التي تهدف إلى كسر الحصار عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية من خلال وفود تمثل 44 دولة حول العالم.
موقف السلطات التونسية
بعد معاينة السفينة في ميناء سيدي بوسعيد، أكد الحرس الوطني التونسي رسميًا أن الحريق اقتصر على بعض سترات النجاة، ولم يُسفر عن خسائر في الأرواح أو أضرار مادية جسيمة. وخلص تحقيق أولي إلى أن السبب المحتمل للحريق هو مواد قابلة للاشتعال، مثل السجائر أو الولاعات.
سوابق مماثلة للأسطول
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها. ففي مايو الماضي، اشتعلت النيران في سفينة مساعدات أخرى تابعة لتحالف أسطول الحرية قبالة سواحل مالطا، حيث زعم المنظمون أن السفينة تعرضت لهجوم من طائرات مسيرة مجهولة. وفي يونيو الماضي، احتجزت البحرية الإسرائيلية يختًا يحمل العلم البريطاني تابعًا للأسطول.
السياق الإنساني والسياسي
يأتي هذا الحادث في ظل حصار إسرائيلي متواصل منذ سنوات على قطاع غزة، ومحاولات متزايدة من المنظمات الدولية لكسره عبر قوافل بحرية إنسانية. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، تجاوز عدد القتلى في غزة 64 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، مع تصاعد وتيرة الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
على الرغم من إعلان الأمم المتحدة رسمياً عن المجاعة في قطاع غزة، تواصل إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تلك التي تنظمها مبادرات مدنية مثل أسطول الصمود.