محمد الرخا - دبي - الاثنين 17 يونيو 2024 03:03 مساءً - اكتشف علماء الآثار في البيرو مدفنين فيهما هياكل عظمية لطفلين عاشا في القرن السادس عشر، مع أدلة على إصابتها بمرض الجدري.
وأظهرت الدراسة التي أجريت على الهياكل العظمية التأثير المدمر للجدري في الفترة الاستعمارية المبكرة، ما قد يحمل معلومات أساسية عن أقدم الأمراض المعدية المرتبطة بالاستعمار الأوروبي، وفقًا للباحثين.
وكشفت الحفريات الأثرية الأخيرة في هوانتشاكو، وهي بلدة صيد صغيرة تقع على الساحل الشمالي الغربي لبيرو، عن مقبرة مرتبطة بكنيسة استعمارية كانت واحدة من أقدم الكنائس في المنطقة، بناها الإسبان بين عامي 1535 و1540.
طفل يبلغ من العمر عامًا ونصف العام، تظهر عظامه أدلة على الإصابة بالجدريHuanchaco Archaeological Program
ويعكس السكان الاستعماريون الأوائل الذين سكنوا هناك، التغيرات الثقافية الأولية للاستعمار حوالي، العام 1540، مع وجود صلبان القصب والخرز الزجاجي الذي تم إدخاله أوروبيًا في قبور السكان الأصليين.
لكن العيوب التي شوهدت على عظام الطفلين المدفونين في مقبرة كنيسة أظهرت تأثيرًا رئيسًا آخر للاستعمار، وهو إدخال مرض الجدري الجديد إلى سكان لم يسبق لمناعة أجسامهم أن اختبرته من قبل، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في عدد يونيو من "مجلة علم الأمراض القديمة".
هيكل عظمي لطفل يبلغ من العمر عامًا ونصف العام مصاب بالجدريHuanchaco Archaeological Program
وكان الجدري، الذي يسببه فيروس، سببًا معروفًا للوفاة في الأمريكيتين في عصر الاتصال. ومن المحتمل أن المرض وصل إلى شمال غرب بيرو مع "فرانسيسكو بيزارو" وجنوده، في أواخر ثلاثينيات القرن السادس عشر، مما أدى إلى وفاة حوالي 70٪ من سكان الإنكا الأصليين بحلول العام 1620، وفقًا للدراسة.
ولكن نظرًا لأن المعلومات التاريخية حول السنوات الأولى للاتصال الأوروبي في هذه المنطقة محدودة، فإن العمل الأثري مهم لفهم استجابات السكان الأصليين للاستعمار، بحسب ما أكده العلماء.
ومن بين 120 مدفنًا استعماريًا تم العثور عليها في هوانتشاكو، كان 75٪ منهم لأطفال بعمر 5 سنوات أو أقل.
وأشار الباحثون في دراستهم إلى أن هذه الأعداد المرتفعة من الموتى الأطفال، تشير بقوة إلى وجود مرض جديد، وذلك لأنهم من أكثر شرائح السكان ضعفًا بسبب عدم تطور أجهزتهم المناعية.
هيكل عظمي لبالغ مدفون في مقبرة هوانتشاكوHuanchaco Archaeological Program
وأظهرت الهياكل العظمية لطفلين، كان عمرهما حوالي 18 شهرًا عند وفاتهما، توزيعات مماثلة للتغيرات العظمية، وفقًا للدراسة. وعلى وجه التحديد، حدد الباحثون العديد من الآفات المدمرة، التي تشبه ثقوب العثة تقريبًا، في مفاصل الكتفين والمرفقين والمعصمين والوركين والركبتين والكاحلين لدى الأطفال. ويتوافق هذا النمط مع عدوى تسمّى التهاب العظم والنقي الجدري، والتي يحفزها فيروس الجدري.