محمد الرخا - دبي - السبت 15 يونيو 2024 06:03 مساءً - قال تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس، الذي تم تأجيله إلى 24 يوليو/ تموز المقبل، قد يتسبب بأضرار طويلة المدى للولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب التقرير، منح زعماء الكونغرس من كلا الحزبين تكريمًا نادرًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال دعوته لإلقاء كلمة أمام اجتماع مشترك للكونغرس.
ومن خلال هذا الخطاب، يمنح الكونغرس نتنياهو منصة للتدخل في السياسة الأمريكية، كما فعل من قبل.
عواقب وخيمة
ويقول الديمقراطيون، الذين يدرسون، الآن، ما إذا كانوا سيقاطعون الخطاب: "إن عواقب الخطاب قد تكون وخيمة، إذا استخدمه نتنياهو لتقويض الجهود الدبلوماسية لإدارة الرئيس جو بايدن، ومهاجمة منتقديه الديمقراطيين، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة تسييس العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ما يؤدي إلى الإضرار بها على المدى الطويل.
وأضاف التقرير أن العديد من الديمقراطيين يشعرون بالإحباط لأن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشارلز إي شومر، وهو ديمقراطي من نيويورك، وافق على اقتراح رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وهو جمهوري من لوس أنجلوس، لتكريم نتنياهو بإلقاء خطاب مشترك رابع، متجاوزًا رقم ونستون تشرشل في الخطابات أمام الكونغرس.
وفي نهاية المطاف، كان شومر نفسه هو الذي ألقى خطابًا، في مارس/آذار الماضي، دعا فيه إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، ووصف نتنياهو بأنه "عقبة أمام السلام".
لكن، وفق ما قاله العديد من الديمقراطيين للصحيفة، فإن شومر كان محاصرًا سياسيًا، ولا يريد أن يبدو مناهضًا لإسرائيل في عام الانتخابات برفضه.
وفي بيان، قال شومر إنه وافق على أن يلقي نتنياهو خطابه أمام الكونغرس لأن "علاقة أمريكا مع إسرائيل قوية وتتجاوز شخصًا واحدًا".
وأشار التقرير إلى أن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، العام 2015، كان خطأً بالنسبة له ولإسرائيل، وإنه أخفق في مهمته التي هدفت إلى إفشال الاتفاق الإيراني.
كما أدى الجدل المحيط إلى تعميق الشقوق بين عناصر المؤسسة السياسية الأمريكية وإسرائيل لسنوات مقبلة، بحسب السيناتور كريس مورفي، الديمقراطي من ولاية كونيتيكت.
مأزق الديمقراطيين
ولفت التقرير إلى أن الديمقراطيين في مأزق، فإذا قاطعوا نتنياهو، فإنهم يعرّضون أنفسهم لهجمات من اليمين باعتبارهم مناهضين لإسرائيل، وإذا حضروا، فإنهم يواجهون انتقادات من اليسار التقدمي باعتبارهم دعامة للهجوم على حزبهم.
كما لا يتوقع أن يختار نتنياهو استخدام الخطاب لشكر الشعب الأمريكي على دعمه، وتأييد نهج إدارة بايدن، ووضع رؤيته لمستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، في ضوء غياب أي مؤشرات على ذلك.
وأعربت الصحيفة عن أملها بأن يتوصل الطرفان، إسرائيل وحماس، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل خطاب نتنياهو، لأن من شأن ذلك أن يغير الجو بشكل كبير.
ولكن إذا كان الوضع حينها هو نفسه تقريبًا كما هو اليوم، فإن الجمهوريين سيمنحون نتنياهو غطاءً لمقاومة أي ضغوط من فريق بايدن؛ وربما هذا هو هدفهم، وفق الصحيفة.