الارشيف / عرب وعالم

صحيفة: مغامرة ماكرون بانتخابات مبكرة قد تقود اليمين المتطرف للسلطة

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 10:20 مساءً - أثارت دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة صدمة في فرنسا والعالم على حد سواء، باعتبار تلك الدعوة مقامرة محفوفة بالمخاطر، قد تقود زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف مارين لوبان إلى السلطة.

وتساءلت صحيفة "وول ستريت جورنال" بشأن ما إذا كان ماكرون سيُذكر في التاريخ باعتباره الرجل الذي قاد لوبان وحزبها اليميني المتطرف إلى عتبة السلطة في فرنسا.

ونقلت الصحيفة عن مساعدي ماكرون قولهم إن الرئيس الفرنسي كان يعمل على افتراض أنه ومرشحيه للجمعية الوطنية سيستفيدون من عنصر المفاجأة؛ إذ لن يكون لدى الأحزاب اليسارية الوقت لتشكيل تحالفات حاسمة لتجاوز الجولة الأولى من التصويت المقررة في 30 يونيو/ حزيران الجاري.

وأضافت الصحيفة أن هذا بدوره سيجبر العديد من ناخبي تلك الأحزاب على الاحتشاد خلف حزب ماكرون في جولة الإعادة في 7 يوليو/تموز المقبل، كما فعلوا في المواجهات السابقة بين ماكرون ولوبان.

زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبانرويترز

ائتلاف يساري

وأكدت أن هذا الافتراض بدأ يتكشف الآن؛ فقد تمكنت مجموعة من الأحزاب ذات الميول اليسارية من تشكيل ائتلاف سريعًا، من شأنه أن يتنافس بشدة مع قوى كل من ماكرون ولوبان.

وفي الوقت نفسه، يعاني حزب ماكرون حالة فوضى، إذ يكافح المشرعون المصابون بالصدمة للالتفاف حول زعيم يقولون إنه تصرف من جانب واحد، من دون استشارتهم، كما حدث منذ توليه منصبه في عام 2017.

ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن استطلاعات الرأي التي أجريت هذا الأسبوع تظهر أن قوى لوبان تتأهل لجولة الإعادة، وتحصل على ما يصل إلى 270 مقعدًا، ومثل هذا العدد سيكون أقل بقليل من الأغلبية في الجمعية الوطنية المؤلفة من 577 مقعدًا، لكنه يعادل حوالي ثلاثة أضعاف عدد المقاعد التي فازت بها لوبان في عام 2022.

وقالت الصحيفة إن حزب التجمع الوطني سيصبح أكبر حزب في مجلس النواب، وستكون لدى لوبان حجة قوية لاختيار رئيس الوزراء المقبل.

ويوم الأربعاء الماضي، شعر ماكرون بالغضب عندما سأله أحد المراسلين عن رأيه في فكرة أن يصبح أول رئيس في تاريخ فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية يسلّم مفاتيح الحكومة إلى اليمين المتطرف.

وقال ماكرون: "الجميع يرى ارتفاع منسوب اليمين المتطرف".

واعترف الرئيس بحقيقة تطارد المؤسسة السياسية: في عام 2027، سينهي ماكرون فترته الثانية من ولايتيه المتتاليتين، وهو الحد القانوني؛ مما يترك لوبان للترشح للرئاسة في ميدان خالٍ من المنافسين الرئيسين.

ووفق الصحيفة، فإن ماكرون، بتحويله الانتخابات المبكرة إلى استفتاء على لوبان، يخاطر بالسير على خطى ديفيد كاميرون، الذي دعا كرئيس لوزراء بريطانيا إلى إجراء استفتاء عام 2016 على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، متوقعًا أن يصوت الجمهور ضده.

أخبار ذات صلة

لوموند: حل ماكرون للجمعية الوطنية يثير مخاوف الاتحاد الأوروبي

انخفاض الأسهم

وفي صباح اليوم التالي لدعوة ماكرون، انخفضت الأسهم الفرنسية، وسط مخاوف من أن فرنسا تتجه نحو برلمان معلق، ما من شأنه أن يجعل من الصعب على ماكرون كبح جماح العجز الحكومي المتضخم؛ مما يؤدي إلى تراكم أكبر للديون وارتفاع تكاليف الاقتراض.

ولعل الضحية الأكبر لقرار ماكرون هو رئيس وزرائه غابرييل أتال، البالغ من العمر 35 عامًا؛ إذ يعدّ من ألمع أضواء حزب ماكرون، وفق الصحيفة.

وكان أتال، المتحدث العام الموهوب ذو المظهر الصبياني الوسيم، ربيب ماكرون لسنوات.

وعندما قام ماكرون بترقية أتال إلى منصب رئيس الوزراء، في يناير/ كانون الثاني الماضي، اعتقد العديد من المشرعين أن الرئيس كان يبقيه مخفيًا حتى الوقت المثالي، ووضعه كخليفة محتمل.

وفي صباح يوم الثلاثاء الماضي، اجتمع أتال مع المشرعين الذين تمت الإطاحة بهم، وألقى خطابًا حماسيًا يهدف إلى تحفيز حملات إعادة انتخابهم، وبدلًا من ذلك، قال المشرعون إنهم غاضبون ومحبطون.

وقال أحد المشرعين الذين حضروا الاجتماع إن ماكرون "كان أفضل أمل لنا.. والآن هو يسحبنا إلى الأسفل".

وفي إشارة إلى مدى سوء الخريطة السياسية، قال مساعدون لماكرون إنه منفتح الآن على سحب مرشحي حزبه من المناطق التي يتمتع فيها المرشحون المحافظون أو الاشتراكيون أو حزب الخضر بفرصة أفضل للفوز على حزب التجمع الوطني.

Advertisements

قد تقرأ أيضا