الارشيف / عرب وعالم

خبراء: مبادرة بوتين حول أوكرانيا هي "الأخيرة" وتبعات رفضها خطيرة

محمد الرخا - دبي - الجمعة 14 يونيو 2024 10:20 مساءً - أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبادرة جديدة لإنهاء الحرب مع أوكرانيا، وذلك قبل ساعات من انطلاق مؤتمر سويسرا للسلام بشأن تلك الحرب، ويرى خبراء حاورهم "الخليج الان" أن تلك المبادرة هي الأخيرة التي تقدمها موسكو، وبعدها، لن تطالب بأقل من استسلام أوكرانيا.

وأبرز نقاط المبادرة هي استعداد موسكو لإيقاف إطلاق النار فورا، والذهاب إلى التفاوض شريطة سحب كييف لقواتها من الأراضي "الروسية الجديدة" التي سيطرت عليها، وأعلنت ضمها مع اندلاع الحرب عام 2022.

وتأتي النقطة الثانية، وهي إعلان كييف بشكل واضح تخليها عن نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

أخبار ذات صلة

كيف ردت أوكرانيا على شروط بوتين للتفاوض؟

ويرى خبراء روس أن "هذه المبادرة قادرة على إنهاء الصراع إذا كانت أوكرانيا تريد السلام بشكل حقيقي، وأن كييف قادرة على تطبيق ما جاء فيها في حال لم تصغ للغرب الذي يريد إطالة أمد الصراع".

في حين رأى آخرون أن أوكرانيا والغرب بشكل جماعي سيرفضان هذه المبادرة، لكن تبعات هذا الرفض ستكون كبيرة جدا على كييف وقيادتها".

مبادرة تنهي الصراع إلى الأبد

يقول الباحث في الشؤون السياسية فلاديمير تشوروشكين إن "المبادرة التي طرحها بوتين اليوم يجب أن تستغلها أوكرانيا بشكل جيد؛ لأنها ستكون الأخيرة".

ويضيف تشوروشكين، لـ"الخليج الان"، أن "روسيا وضعت السقف لما تريده من كييف، وهذه الخطوط الحمراء لموسكو، وهي تفتح ذراعيها للسلام، وإذا رفضت ستكون المبادرة القادمة من طرف روسيا هي استسلام أوكرانيا".

 ويتابع: "هي مبادرة جاءت في وقت مناسب علها تكون على طاولة المجتمعين غدا في سويسرا؛ كون هذا المؤتمر لا يملك أجندة لكي يناقشها، فبوتين قدم لهم هذه المبادرة المدروسة والعملية والمنطقية لكي يخرج مؤتمر سويسرا بنتائج".

ويخوض الباحث الروسي في تفاصيل هذه المبادرة بالقول: "بنودها واضحة جدا، إنهاء قضية إقليم دونباس بشكل كلي، ووقف الصراع، وتثبيت نقاط للسلام وفق حيادية أوكرانيا، التي يجب أن تقتنع بها لإنهاء الحرب".

أخبار ذات صلة

أمريكا ترسل "إشارة إلى روسيا" باتفاقية أمنية مع أوكرانيا

وينوه تشوروشكين إلى أن المبادرة "ستنهي كل الأقاويل عن نية روسيا السيطرة على كل أوكرانيا والقضاء على الشعب الأوكراني، وعلى أن موسكو ترغب في اجتياح دول أخرى كبولندا بعد السيطرة على أوكرانيا".

ويرى أن "هذه المبادرة وضعت حدا لما روجه الغرب، وفي الوقت نفسه تبدي رغبتها الحقيقية في إقرار سلام عادل وشامل في أوكرانيا".

وبشأن ما يخص العمل مع الصين في هذه المبادرة، كما صرحت الخارجية الروسية، يوضح الباحث أنه "بالتأكيد روسيا في النهاية طرف في النزاع ولا يمكن أن تكون منصة أو وسيطا، والغرب كله متورط في هذا الصراع".

ويردف: "الصين طرحت مبادرتها منذ مدة لكي تكون منصة لحل الصراع، ووضع روسيا وأوكرانيا على طاولة المفاوضات، وموسكو شجعت الفكرة؛ لذلك الصين قادرة على حمل مبادرة الرئيس الروسي والعمل وفقها لحل الأزمة بشكل دائم".

أخبار ذات صلة

باحث روسي: الصين "تخرّب" مقترحات السلام الغربية في أوكرانيا

هل يقبل الغرب؟

وفي حين يطرح بوتين مبادرته، يبقى السؤال الأهم مدى قوبل الغرب بها، وردا على هذا السؤال يقول الخبير في الشؤون الدولية، إليكسي بورودايفسك، إنه يستبعد قبول الغرب مبادرة بوتين لأنها "بعيدة عن ما يريده".

ويوضح بورودايفسك، في حديثه لـ"الخليج الان"، أن "ما يريده الغرب عكس ما يريده بوتين، أو عكس ما طرحه في مبادرته، وهو يعلم أن الغرب سيرفض".

ويضيف: "لذلك كان مع هذه المبادرة بند تهديدي بأن الغرب وقيادة كييف يتحملان مسؤولية إراقة الدماء وما سيجري لاحقا، في حال تم رفض المبادرة، وبهذه الطريقة رمى بوتين الكرة في ملعب الغرب".

ويتابع: "حلفاء كييف يريدون مفاوضات تكون فيها روسيا مهزومة ومجبرة على القبول بكل ما يطرحه الغرب، وهذا لن تقبل به موسكو حتى لو دخلنا في حرب عالمية ثالثة".

ويستكمل حديثه: "لذلك لا بد من وسيط قوي يقوم بهذه المهمة، وباعتقادي أن الصين قادرة على خوض هذا الدور، لكن هناك عائقا أن الخلاف الصيني الغربي بشأن تايوان قد يندلع في أية لحظة، أو أن الكثير من الدول الغربية لن ترى في بكين وسيطا محايدا في الملف الأوكراني".

أخبار ذات صلة

خبراء روس: اجتماع سويسرا بشأن أوكرانيا "قمة حرب" لا "سلام"

ويستطرد بورودايفسك: "قد تلعب دول في الشرق الأوسط دور الوسيط، كسلطنة عمان مثلا؛ فلها باع طويل في حل الأزمات العالمية، أو الإمارات التي تنشط أخيرا كوسيط في صفقات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.. هذه الدول حيادية ولها نوايا حقيقية لإنهاء الصراع بشكل نهائي لتأثيره على العالم كله".

ويشير إلى أن "المهم الآن أننا وصلنا لمرحلة المبادرات وهذه بداية إيجابية في ظل ارتفاع مستوى التهديد المتبادل بين روسيا والغرب، وإذا تم جمع أكثر من مبادرة وخضنا مفاوضات حقيقية تحترم الواقع الحالي قد نصل لمنصة وطاولة مفاوضات ومخرجات، وحتى خارطة طريق مرضية لكل الأطراف".

وخلص الخبير في الشؤون الدولية إلى القول: "لكن حتى الآن المسافة بعيدة جدا بين روسيا والغرب، والمعارك محتدمة، لكن نهاية أي صراع تبدأ بمبادرات متعددة، وبالتأكيد يحق للمنتصر فرض شروطه، ومرحلة فرض الشروط من المبكر الوصول إليها، لكن الكفة باتت تميل بشكل كبير لصالح روسيا".

Advertisements

قد تقرأ أيضا